• قبل أشهر تمت خطوبتي لكن بعد الخطوبة، بدأ القريبون مني ومنهم خطيبي يحسون بنفوري من خطيبي وعدم تقبلي له، حتى أنني أبكي بكاء شديدا كلما جاء إلى بيتنا، وهذا جعل أهلي يتساءلون عن سبب بكائي، خاصة أن خطوبتنا تمت بموافقتي الشخصية، وألزم الصمت دون أن أتفوه بكلمة واحدة، واحتفظ بسر ذلك في قلبي، وهو خاص بشاب أحببته وتمنيت أن أتزوج منه، لكن الظروف حالت دون ذلك، أتمنى أن أجد الطريق الصحيح، خاصة أنني أفكر جديا في الانفصال عن خطيبي الذي يقول عنه كل من يعرفنا أنني لن أجد مثيلا له وأنني الخاسرة الوحيدة إن أنا انفصلت عنه، علما أن الشخص الذي أحبه ليس فيه أية مساوئ سوى أنه لم يستطع إقناع والده، ماذا أفعل؟ رانيا تبوك الواضح أن علاقتك بالشاب الذي تحبينه علاقة مشوبة بصعوبة كبيرة، والواضح أيضا أن أهله ربما يعرفون بطبيعة العلاقة بينك وبينه، ووالده يرفض ارتباط ابنه بك، أما عن خطيبك فهو عاجلا أم آجلا سيشعر بأن قلبك ليس معه وأنك على صلة بشاب آخر، أو في أحسن الحالات لست مرتاحة للعلاقة معه، والمشكلة الكبرى أنك تلبسين على عينيك غشاوة تجعلك لا تدركين أن ارتباطك بمن تحبين أمر صعب جدا، وإن حصل فسيكون ارتباطا متعبا لأنك ستدخلين أسرة ربها يرفضك، هذا إن سلمنا أنك سترتبطين به، ومن غير المستبعد أن يكون الشاب الذي تحبينه يتهرب من التقدم لخطبتك تحت مظلة هذا العذر الذي قد لا يكون صحيحا، وعليه فأنت تغامرين بمستقبلك مع شاب لا يملك حتى قرار زواجه منك، وتركضين وراء سراب احتماله الأكبر أن لا تجدي عنده ماء، والشباب الذين لا يملكون قرار زواجهم شباب ليس من الحكمة أن ترتبط به فتاة، والشاب الذي يتملص من مسؤولية الزواج من الفتاة التي يربط قلبها به إنما هو شاب أساسا غير مسؤول، وهو شاب عند إقدامه على عمل علاقة مع فتاة لم يفكر إطلاقا بالعواقب، ولا بكيفية إنهاء هذه العلاقة بصورة سليمة وسوية، كان همه الحقيقي أن يمتلك فتاة تدور في فلكه، غير مهتم لا بعادات وتقاليد مجتمعة ولا بطبيعة أسرته، وعليك أن تتأكدي أنه قد يكون غير صادق فيما يقوله لك، ولو كان محبا لك ويريد لك الخير لكان تركك تمضين في مشروع زواجك طالما أنه لا يستطيع أن يحصل على موافقة والده، والمؤسف أنك وأمثالك من فتيات كثيرات تحصلن على المعلومات عن الشاب الذي تقعن في حبائله منه هو وليس من مصدر آخر، فإن كان كذابا بنيتن بيوتا واهية ونسيتن أن أمثال هؤلاء الشباب سرعان ما يبحثون عن فتيات أخريات لإعادة القصة معهن وهكذا، أرجو أن تستيقظي من حلمك الذي تعيشينه، وإلا فعليك تحمل المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه حياتك في ظل ضياع خطيب موجود في حياتك وحبيب مزعوم يعيش معك في خيال أو في واقع صعب لا يملك له حلا، أما سؤالك عن طريقة لإقناع والده بالموافقة عليك زوجة لابنه، فليس أمامك إلا أن تبيعي كرامتك وكرامة أهلك وتذهبي لوالده وتعنفيه وتصرخي قائلة لماذا لا تريدني زوجة لابنك، فإن كنت مستعدة للخسارة الهائلة التي ستتعرضين لها فافعلي، وإلا فعليك تذكر قول من يعلم السر وأخفى: (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، فهل من تحبين رجل يستطيع تحمل المسؤولية، وإن لم يكن قادرا على إقناع والده بك فهل هو الرجل الذي يمكنك الاعتماد عليه؟ وهل هو الأب المناسب لأبنائك؟ وهل هو الصهر المناسب لأهلك؟ فكري في كل هذا قبل أن تخسري ما بيدك وأنت خاسرة لما هو ليس بيدك.