أسئلة يجيب عنها د. سليمان العلي * س: مشكلتي أنني أشعر غالبا أنني متوتر وأعصابي مشدودة، أقاوم نفسي كثيرا حيال هذا الأمر، وإذا سألتني زوجتي عن شيء أيا كان، يكون ردي بصوت عال، وكأنها قد سألت مرارا. وعندما أكون بمفردي أحيانا أفكر في أمور أو مواقف حدثت لي مع أشخاص، ولم تكن لي ردة فعل حينها، فأتخيل أني في الموقف، وأرد وأتكلم مع نفسي، لدرجة أني أصل لحد الانفعال، علما أن هذا التصرف يحدث إذا كنت في بيتي أو عند والدتي في بيتها، وما دون ذلك فلا، سواء في العمل أو مع الزملاء، لكم تحيتي وودي. أيمن - جدة ج: المشاعر هي من أكثر الأمور التي تتعبنا وتحيرنا بحال عجزنا عن فهمها، لكنها في نفس الوقت تصبح قوة إيجابية، وتعيننا بحال فهمناها، وهذا من نعم الله علينا. أخي الكريم، واضح من مشكلتك أنك على علم بها، لأنك حددتها بشكل دقيق في قولك: «إن هذا التصرف يحدث إذا كنت في بيتي أو عند والدتي في بيتها، وما دون ذلك فلا سواء في العمل أو مع الزملاء..» لذلك عليك فعل عدة أمور: 1 - الصدق مع نفسك بدرجه عالية جدا لمعرفة أسباب هذا الانفعال الغريب، والبحث في حياتك مع والدتك أو زوجتك ما أثر فيك بطريقة تظهر لا شعوريا في صورة هذا الانفعال وتحاول بقدر الإمكان وبعد محاولات عديدة من إقناع نفسك بعدم جدوى هذا الانفعال وتذكر حسناتهن معك ومواقفهن الإيجابية، حتى يخفف تدريجيا هذا الانفعال وتتخلص منه نهائيا. 2 - أما إذا لم تستطع من ضبط نفسك وتخفيف انفعالاتك نحو والدتك وزوجتك بعد الأخذ بالخطوة الأولى فلا بد من استشارة أخصائي لمساعدتك على التخلص من هذه الانفعالات حتى لا تغضب والدتك وتكون عاقا وتخسر زوجتك إذا تعبت من هذه الانفعالات لأنها بدون سبب واضح لديها، لذلك فإنني أرى – والله أعلم – أن الحل بيدك . 3 - ألا تتعجل الأمور، ولا تيأس. 4 - ثق بالله، واجعل ارتباطك به أقوى من أي ارتباط؛ فحينما تكون مراقبة الله هي الحكم في كل أمورنا نشعر براحة مختلفة، تصغر معها كل الضغوط الأخرى. 5 - أيضا تحتاج أن تزيد ثقافتك بمهارات التواصل الناجح، سواء بالقراءة أو بالسماع أو بحضور الدورات والمحاضرات التي تخدم هذا الهدف لديك. 6 - تحتاج أن تفرغ أفكارك مع أشخاص ترتاح إليهم، ويعينونك على المواجهة أكثر، ولا يشترط أن تخبرهم بالتفاصيل، لكن يكفي أن تجد من تشعر معهم بالثقة والراحة، وكلما كان هؤلاء الأشخاص أقرب إليك كان ذلك أفضل. 7 - اقترب من زوجتك وأسرتك أكثر، وأيضا من والدتك، حاورهم، واهتم بشؤونهم، وشاركهم فيما يهمك، فسيساعدك ذلك كثيرا بإذن الله. وفي النهاية لو اتبعت كل ما أشرنا عليك به، وعجزت رغم كل ذلك، فشاور طبيبا نفسيا يعينك على تجاوز هذه المشكلة؛ لكي تصل إلى الاستقرار الذي تطمح إليه بإذن الله، وإن كنت أظن أنه لكونك لا تعاني من هذه المشكلة إلا في البيت وعند أهلك؛ فالأمر بيدك فقط، تحتاج إلى فهمه؛ لتتجاوزه بعد ذلك بإذن الله. وفقك الله في حياتك. * مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات [email protected]