شاركت الفنانتان التشكيليتان السعوديتان ليلى جوهر وأمل سعود في المعرض التشكيلي «نون النسوة» الذي أقيمت دورته الأولى في دبي الأسبوع الماضي، وذلك تلبية لدعوة تلقتها ليلى وأمل من مركز مطر للفنون في دبي. ويأتي تمدد نجاحات الفن التشكيلي النسوي السعودي على المستوى الإقليمي بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، يفسر ذلك تفاعل رواد مهرجان دبي للتسوق والذي افتتحه نائب هيئة دبي للثقافة والفنون حتى بعد نهاية المعرض. المعرض افتتحه سعادة نائب هيئة دبي للثقافة والفنون محمد المر وبحضور لافت من كبار الشخصيات والمعنيين بالشأن الفني والإعلامي في مركز مطر للفنون، وتحدث نائب الهيئة إعجابا بالمستوى للمعرض وبالإبداع اللافت للفنانات المشاركات، وقد تميز المعرض بتنوع الأعمال الحديثة وأساليبها المعاصرة وأفكارها المعايشة والمعاصرة للحاضر إلى جانب أعمال مثلت التراث من البيئة والعادات الاجتماعية في دولة الإمارات، وضم المعرض 21 فنانة من دول عدة عربية وغير عربية، تنوعت الأعمال والأساليب ما بين الفن التشكيلي والتصوير الضوئي والموزاييك والفنون التطبيقية وتقنيات الفنون الرقمية الحديثة والحفر والطباعة، مع تنوع عطاءات الفنانات المشاركات من الإمارات والمملكة، مصر، سوريا، العراق، الهند، ماليزيا، نيوزيلندا، إيران، أمريكا، وباكستان .. فإلى جانب السعوديتين ليلى جوهر وأمل سعود ضمن المشاركات بدعوة من مركز مطر للفنون، كان هناك سبع فنانات من الإمارات والمقيمات بها وتتقدمهن الشيخة حصة بنت خليفة بن سعيد آل مكتوم، شريهان صبره، ظبية جمعة لملح، خولة درويش، ميرفت أحمد، سلمى السويدي، نائلة المنصوري، بوجا كابورسامي، فهيمة فتاح، ديبجاني بهوارديج، هبة شوقي، نيداكافوزي، سادي سليمان، هيمان شعيب، عائشة عبدالله المهيري، موزة الفلاسي، وشهيرة سري. ولم تغفل عين المشاهد لأعمال وصفت حال الإنسان وانشغاله بظروفه وتصويره معبرا عن ذاته بصور جميلة وناطقة، والنظرة البعيدة المدى صوب المستقبل من قبل الفنانات المشاركات من مختلف الجنسيات ربط ما بينهن الفن والإبداع. وأوضح مطر بن لاحج مدير المركز أن هدف التنوع مدارس وأجيال الفنانات المشاركات في المعرض جاء بهدف تبادل الخبرات والأفكار بين المشاركات، وهو ما يسعى إليه المرسم في استضافته للمعارض الفنية المختلفة. من ناحيتها أعربت الفنانة ليلى جوهرعن مدى سعادتها بتواجدها ضمن المشاركات من دول عدة مما أتاح لها فرصة الاطلاع على ثقافات وأساليب فنية متنوعة وجدتها رائعة وجديرة بالوقوف، شاكرة مركز مرسم مطرللفنون لاستضافة فنانتين سعوديتين يمثلان بفنهما المملكة في إمارة دبي، وعن أعمالها الثلاثة التي شاركت بها في المعرض تقول «كانت المشاركة عبارة عن تجريد معاصر للفن الحديث والمواكب لتطلعاتي وعطاء الإنسان والانطلاق بحرية صوب المستقبل» وأضافت كانت أعمالي الثلاثة، عبارة عن تصوير تشكيلي «أكريليك» حيث عنصري اللون والطبيعة يمثلان هاجس الإنسان وسمو فكره وهذا نابع عن مستوى الفن السعودي والثقافة والحرية المتاحة لنا في وطننا الغالي تحت مظلة وزارة والثقافة والإعلام والجهات المعنية في المملكة وترك مساحة لحرية الرأي ومزاولة الفنانين والفنانات إبداعهم داخل وخارج التضاريس بهدف تبادل ومزاولة الفن والتناغم البصري بيننا و بين شعوب أخرى». ولاقت أعمال الفنانتين ليلى جوهر وأمل سعود إعجابا وقبولا كبيرين من قبل المتلقين والنقاد ورواد معرض نون النسوة . أما عن أعمال الفنانة أمل سعود من الرياض فقد اتسم بتصوير المرأة في لباسها وعادتها للموروث البيئي بمنطقتها نجد وبتقنية التصوير التشكيلي الرقمي حيث أبدعت حقا. وفي تجريد الفنانة ليلى جوهر مساحات لونية سابحة كغيمات في فضاء حركي وضربات فرشاة تحررت من خلالها طاقتها بطلاقة مختزلة كل التفاصيل، وتتوارى الخلفية أثر الإنسان خلف تلك الغيمات اللونية الكثيفة، أما في أعمال الفنانة شهيرة سري توهج اللون الأحمر بحرارته وامتزاجه بالقليل للون الأسود على مسطحها خلق تهيؤات بصرية لعالم من خيال منفتح للمتلقي تجاه العمل، ولاحظنا التصوير باعتزاز لموروث البيئة متمثلا في لوحات كل من: موزة الفلاسي وأمل سعود وفهيمة في تصويرهن لعادات مجتمعهن ونقش الحناء بزخرفية دقيقة الخط جميلة للأيدي والزي والحلي ورسم البرقع الإمارتي (قناع من قماش) يستر الوجه للمرأة قديما ومازال، بينما تؤكد أمل مسعود في عملها «التشكيل الرقمي» استمرارية عادة (البخور) طيب من العود و (المبخرة) في كل دول الخليج العربي وقد جسدت تصوير المرأة بلباسها وزينتها الجلابية المختصة بسيدات المجتمع لاحتفالات الفرح والمشتغلة بالحلي الخرزية والصدف أعمالهن ناطقة بالآصالة ولمسات حسية رقيقة. كما قدمت بعض الفنانات مثل هبة شوقي الخيل معبرات من خلاله مضامين الجمال في صور متعددة رائعة، وخولة درويش شكلت من القلب أجنحة بيضاء بريش الحمام الحقيقي والتلوين صياغة، مدللة خلاله ما في شعورها من أحلام وتفاؤل نحو الغد. وبالنظر لأعمالهن الواقعية صورت الفنانات بوجا كابور وسارة ترتيل وغيرهما بنائية التكوين في تشكيلهن وزخرفه المعماري، وعرضت كل من ميرفت أحمد وشريهان صبرة (بورترية) للأنثى في تأملها لذاتها وشاركتهما في الاتجاه ذاته الفنانة هيمان شعيب في إشارة للتأكيد على وجودها التفاعلي في نسيج المجتمع، ومن الأعمال اللافتة بغرابة فكرتها عمل للفنانة نايلة المنصوري (قناع مركب من خامات) على وجه أنثوي، ومن أعمال الطبيعة الصامتة كان عمل لسادي سليمان وآخر (الرطب الأحمر) لحصة بنت سعيد آل مكتوم، ومن أعمال الطباعة للفنانة ماني عربي مصورة شخصيات ملكية في العهد القديم.