يطالب بعض الكتاب أن يسبق تطبيق الأنظمة المرورية حملة توعية لقائدي المركبات تضمن ارتفاع مستوى وعي أولئك الذين يجلسون على مقاعد قيادة السيارات ثم تبدأ عملية التطبيق حسب رأيهم ومقترحاتهم، وربما أشار بعض أولئك الكتاب إلى بعض المخالفات المرورية التي ترتكب ليل نهار مفسرين ما يحصل بأنه عائد إلى جهل المخالفين من قائدي المركبات بما ارتكبوه من مخالفات!. ومن يقرأ مثل هذا الكلام المتهافت يظن أن المركبات لم تدخل حياتنا إلا منذ شهور عديدة، وأننا انتقلنا على التو من «الكارو أم حمار» إلى المركبات التي تسير بالديزل والبنزين، وأن الأمر جديد علينا وأن على مطبقي الأنظمة اعتبار معظم الذين يجلسون خلف طارة السيارات من جماعة «الحوحو» الذين ينبغي توعيتهم وتعليمهم وتنبيههم إلى أنواع المخالفات التي يستدعي الوقوع فيها التعرض للجزاءات المرورية، فما هو رأي العقلاء في مثل هذه المبررات الهزيلة، وهل معظم قائدي المركبات «حقا» يحتاجون إلى تعليم وتوعية بأصول القيادة السليمة لأنهم حديثو عهد بالمركبات وكيف حصلوا على رخص القيادة إن كانوا من جماعة الحوحو؟!، إن الإجابة على مثل هذه التساؤلات تؤكد أن مسألة الوعي والحاجة إلى التوعية بأصول القيادة قبل تطبيق الأنظمة والجزاءات هي كلمة حق يراد بها باطل، فلا المجتمع الذي نعيش فيه بدائي وساذج ولا تعتبر السيارات وسيلة نقل حديثة الولادة في حياتنا لأنها دخلت فيها منذ ثمانين عاما أو أكثر بأعداد قليلة ارتفعت مع مرور الأيام والأعوام وزيادة عدد السكان وتحسن الدخل الفردي ووجود وسائل متعددة لاقتناء المركبات، لا سيما عن طريق التقسيط، ولذلك فإن من السذاجة التركيز على الدعوات للتوعية وجعل تطبيق الأنظمة والجزاءات لاحقا لأن واقع الحال يؤكد أن الحزم والعدالة وعدم الاستثناء في تطبيق الأنظمة كفيلة بضبط وخفض المخالفات و «غير الواعين» في شوارعنا يصبحون واعين بصورة مذهلة إذا ما قادوا سيارات خارج أوطانهم لأنهم يعلمون مسبقا أنهم سوف يعرضون أنفسهم لمتاعب جمة، ولكن الوعي ينخفض لديهم في شوارعنا.. يا سلام؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة