العبارة الأكثر جدارة بملاحقة المقصرين بعد أمطار جدة تتوقف على إنفاذ توجيهات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، عطفا على الخطاب السامي للملك عبد الله بن عبد العزيز، ويفترض في اللجنة الوزارية المعنية فحص الأضرار الناجمة وما يليها من تلفيات طالت البلاد والعباد والمرافق والطرقات، فيما تقع العهدة على من أعطي الثقة ممثلا في الأمانة وما يندرج بطيها من مؤسسات ومقاولين لحماية المحافظة من نواحٍ بلدية، فإذا بالكثير من شوارع المحافظة تغص بتراكمات المطر، ويجد طلاب الجامعات أنفسهم رهن الانتظار الجبري لمرور الفيضان. لا يوجد لدينا أدنى شك في كون اللجنة الوزارية سوف يطالها الأسى، لأن الناس أيضا عايشوا ما لا تستطيع اللجنة الوقوف عليه طازجا وقت انهمار المطر.. ومع ذلك فالآثار ما زالت باقية إلى حينه وتاريخه، وأما مخاوف أهالي جدة، فقد وصلت الذروة، إذ ظن الكثير من الناس أنهم يذهبون ضحايا لانكفاء القليل من المطر. وللواقع، فالمطر الذي ساقه الله سقيا للعباد ليس محل هلاك، ولكن الإهمال وتردي الخدمات أضافت عليه من ألوان العذاب ما هو كائن بطيه الرحمة من عند الله. لا يمكننا إلقاء اللوم على المطر، بل على العكس، ولا يمكننا القول إن الأمانة بذلت قصارى جهدها وعملت اللازم من أجل نقاء هذه المحافظة، إذ لو قلنا ذلك فكيف فاضت مياه الأمطار داخل الأنفاق كما لو كانت نهرا يتدفق خارج مساره الصحيح، وكيف اكتظت الطرقات والشوارع الرئيسية بهذه الفيضانات المفاجئة لأن الأمطار حطت لسويعات قلائل، وكيف يمكننا إيجاد تفسير لانتشار القوارب المطاطية في بعض الأحياء كما لو أصبحت جدة مرفأ شبيها لمدينة البندقية الإيطالية عبر البلاد العربية. إنني أناشد هذه اللجنة الوزارية، بوصفها انفاذا لأمر النائب الثاني القائم عطفه على التوجيه الملكي أبويا إلينا بعين الرعاية، أن تنظر إلى موضوع السيول بموضوعية متناهية، متخذة في اعتبارها أن كثيرا من الناس تضرروا فعلا، وأن حوالي ثمانين مدرسة تأثرت، وأن بيوتا تصدعت، وأن مواطنين عاشوا فترات متلاحقة من الخوف، وأن طلابا حوصروا في الجامعات بعد أن غرقت الشوارع التي لا تزال شواهدها قائمة إلى وقته وتاريخه.. والقائمة طويلة جدا، ويفترض أن يكون الأجر بقدر العمل والحساب بقدر الأهمال غير المسؤول. لقد أهملوا في أداء الواجب، ولم يكونوا في حجم المسؤولية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة