توجد تغييرات في المجتمع السعودي فيما يتصل بحرية الحياة الزوجية، في الماضي كان من الصعوبة على المرأة الحصول على حقها في الطلاق إذا ما أرادت مخالعة الرجل أو شراء نفسها لأنها ببساطة لا ترغب أو لا تريد الاستمرارية في الحياة الزوجية. هناك قضايا قديمة قبل عملية الإصلاح الإداري ربما كانت تستغرق بضع سنوات لكي تحصل المرأة على حق الطلاق، ومن قبل ذلك فقد كان زواج المرأة بوصفها طرفا أساسيا في العقد الزوجي يثير مشكلة أكبر فيما لو كان ولي المرأة متعنتا ويحب جلب النكد الى ابنته أو أخته الصغرى أو إليهما جميعا. المواقف الجديدة تكشف لنا بعض التغييرات الإيجابية وللواقع لا أحسبها تغييرات وإنما بمنتهى الصراحة عود حميد إلى الإجراء الحقوقي وإلى الشيء الصحيح فيما لا يخالف حكما ولا يثير إشكالا من عدمه، إذ لم يعد بإمكان الولي ممثلا بصيغته الأبوية أو الأخوية الوقوف حجر عثرة في طريق المرأة الراشد التي تريد حقوقها بموجب الشرع ولتصرخ بأعلى صوتها لشيء تريده فتقول نعم أريد ولمن لا تريده فمن حقها أيضا أن تقول لا أريد وما أبغى ورجاء من غير ممارسة وصاية ولا تعسف أو مماطلة أو تهديد يتبعه وعيد. بعض العلماء جزاهم الله خيرا يقدمون شروحات جليلة لاشتراط حضور الولي عقد نكاح ابنته أو أخته أو من تقع عليه عهدة ولاية الفتاة. إنهم يقولون إن حضور الولي هو لكي يساعد المرأة ويحثها في تقديم نعم الموجبة، ولا يجوز له الوقوف في طريقها وهي تقول نعم في الظاهر ونعم بموجب إرادتها ورغبتها، وفي النهاية لم يكن يفترض في أحد من زمان جدا تغييب وجهة نظر الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان، فهذا الإمام الجليل هو من أهل السنة والجماعة وبالإضافة إلى ذلك فقد كتب فتاوى كثيرة باللغة العربية واللغة الفارسية وكان مثقفا منفتحا على أحول البلاد والعباد، وقد رأى في أن الحياة الزوجية تتوقف على العقد القائم على القبول والإيجاب، ومن هنا لا يوجد طرف أساسي ثالث لأن حضور الولي هو حضور تشريفي وهو حضور دعم معنوي وإسناد اجتماعي للمرأة. ويفترض فيمن تقع عليهم مسؤولية إجراء عقود النكاح إفهام هؤلاء الناس إذا لم يكن لديهم كلمة طيبة يقولونها، فليضربوا الباب ويتركوا المرأة تواجه مصيرها لأنها لم تطلب باطلا وإنما لديها الرغبة والإرادة وتعرف ماذا تنتقي ومن تريد. رضي الله عنك أيها الإمام الجليل أبوحنيفة النعمان ونسأل الله أن تتنزل عليك رحمة ربنا؛ لأن اجتهادك وتخريجك لموقف العقد الزوجي كان فيه ولا يزال وسوف يبقى بطيه أيضا منذ قلته وأفتيت فيه رحمة كبيرة جدا لكثير من البنات والنساء.. وتبقى الحلقة الأضعف في طرح على هكذا نحو هو أن كثيرا من الفتيات الراشدات ربما لا يدركن رأيا فقهيا صحيحا على هكذا نحو، ومن هنا يفترض فيهن معرفة ما لهن وما عليهن وألا يخفن من شيء مطلقا طالما أنهن يطلبن حقا شرعيا صحيحا ولا أدى ذلك بهن دخول المحاكم من أوسع الأبواب.. إنها تريد رجلا وهناك رجل يريدها، لن ينهار العالم.. وإذا لم يكن هناك موانع من جانب الرجل ولا موانع من جانب المرأة.. فلماذا يضعون العقدة في أخطر مكان على أسنان المنشار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة