• منذ سنة ونصف أعيش حالة نفسية في غاية التعب، فأنا شاب لم يتجاوز عمري ال21 عاما، أتألم جدا جراء غدر وخيانة تعرضت لها من ذوي القربى الذين لم اقصر معهم في شيء ابدا وضحيت بالغالي والنفيس لأجلهم، وهم من أساء بي وأنا على يقين بأنهم يعرفون أني مظلوم والسبب أشياء دنيوية أقل ما يقال عنها بأنها تافهة، ولكن كبرياؤهم الذي يسمونه عزة نفس لكي لا يعتذروا على ما اقترفوه من ذنب ضدي نظير القلق والشك وعدم الثقة المكونة في شخصيتهم، وأنا لم أعد قادرا على نسيان ما فعلوه بي ابدا، وأصبحت لا أفرق بين لذة الصباح وسكون الليل أصبحت أعيش بلا هدف محطم نفسيا باحثا عن ذاتي لا أثق في الكثير من الناس، أعيش في بيئة تصطاد في الماء العكر منذ نعومة أظافري ولا يوجد لدي صديق إلى الآن أثق به لكي أفرغ له ما بداخلي من هم وحزن وضيق ورغم قراءتي لبعض الكتب التي تقوي الذات أو هي تقوية الثقة بالنفس إلا أن صدمتي أقوى من أن أفرغ نفسي لقراءة الكتب ومعالجة نفسيتي المجروحة مع العلم بأني لم أرد عليهم ولا حتى أعاملهم بالمثل وإلى الآن أنا في خدمتهم يوما من الأيام قد لا أتحمل كل هذا وللنفس طاقة محدودة ربما تنفجر ولا تحمد العواقب. ع.م الجوف الغريب في مشكلتك أنك مع شكواك المريرة مما يفعله بك أقاربك إلا أنك لا زلت تخدمهم وتتعامل معهم بشكل طيب، فهل هم فعلا من تكمن بهم المشكلة أم أن المشكلة تكمن بك؟ وهل هم الذين يسيئون إليك أم أنك أنت الحساس جدا، وهل هم من يحرص على جرحك والإساءة إليك أم أنت من يقبل مثل هذه الإساءات وبالتالي صرت تشجعهم على استمرار إساءاتهم لأنهم لا يجدون منك ردا أو اعتراضا أو حتى تنبيها أو ملاحظة، تذكر يا بني أنه لا يمكن لأحد أن يعتلي ظهرك إلا إذا وجده منحنيا، والناس عادة ليسوا كلهم أسوياء وليسوا كلهم عادلين ورحماء، فهناك من الناس من يستمرىء ظلم الآخرين حين يجدهم لا يردون ظلمه، ولهذا قال الله عن فرعون : «استخف قومه فأطاعوه»، ولم يكن بمقدور فرعون أن يجد قوما يستخفهم لو لم يطيعوه في استخفافه لهم، لذا أنت بحاجة لكي تبدأ وفي عجل بتنبيه كل من يسيء إليك بأنه قد أساء، ارفض الإساءة على الأقل من خلال تنبيهك لمن يسيء إليك، ولست ملزما أن تقبل العيش بشخصية الضحية، وعليك أن لا تستمر بالبكاء على نفسك، فالأمر على ما يبدو ليس له علاقة بأقاربك بقدر ما له علاقة بك أنت، فأنت كما تقول لم يعد لك صديق تفضي إليه بما في نفسك، وهذا ليس له علاقة بأقاربك بقدر ما له علاقة بك أنت، لذا فأنت تحتاج لتحفيز نفسك بقراءة ما له علاقة بتقوية ثقتك بنفسك، لأنك بحاجة ماسة لزيادة هذه الثقة بالنفس باعتبارها أساس مشاكلك كلها، ولو زادت ثقتك بنفسك لتراجعت مشاكلك وزاد احترام الناس لك، وحسبوا حسابك.