** الملك كان حاضرا مع غيث السماء يوم الأربعاء.. لم يغب عنا قط.. كان قلبه.. مع نبضات قلوبنا.. وكان وجعه حفظه الله من أوجاعنا.. وكان صوته أسرع وأقوى في مواساتنا.. ** نحن لم نغرق.. ولن نغرق بإذن الله تعالى.. لأن ربان سفينتنا وقائدنا معنا أينما حل وأينما رحل. ** لم يغب عنا حبيبنا وأبونا «أبو متعب» لأن قدره أن يحمل هموم أمته وآلام شعبه.. وكان ألمه وتعبه نبضا من تعبنا.. ولم يكن في مرضه وغربته بعيدا عنا.. ** كان يأتي دائما في أحلك وأشد ظروف حياتنا.. ولم تكن المرة الأولى والأخيرة التي كان فيها زعيمنا الملك عبد الله بن عبد العزيز طوق النجاة لأبناء شعبه في كل مدينة.. وقرية وسهل وجبل. كان فرح الأرض.. والإنسان.. ذات زمن ليس ببعيد كان هو الأقرب إلى أبناء شعبه في الجنوب.. قطع المسافات من أقصى الدنيا لأن مرضا معديا قد أصاب بعض المواطنين في جازان.. كان قلبه يسبقه إلى مواطنيه الذين أحبهم فأحبوه.. قالوا له «يا طويل العمر» هذا المرض معدٍ.. فابتسم ابتسامة الرحمة التي ألفها شعبه منه، وقال: هؤلاء أهلي وأبناء وطني، وأخذ يصافح المرضى واحدا تلو الآخر ويواسيهم ويدعو لهم بالشفاء.. وأصدر أوامره العاجلة بتوفير كل ما يضمن سلامة الناس.. ** إن من حقنا اليوم ونحن نشهد أوامر الملك الإنسان لإنقاذ مدينة جدة من الغرق وتوفير كل ما يلزم من أجل هذا الغرض الهام ومحاسبة كل من يقصر ويتهاون في هذا الأمر الخطير، من حقنا أن نرى زمنا وأياما وتاريخا مجيدا يمر أمام أعيننا.. من مكارم وحنو وعطف ملكنا الحبيب.. من حقنا أن نتذكر أيام الخير التي أصبحت شواهد ناطقة نراها ونلمسها وتتجذر في أعماقنا.. ** الملك في نقاهته يرى أن راحته من راحة شعبه.. فلم يترك صغيرة أو كبيرة وهو في عز مرضه إلا أسرع في معالجتها وحلها.. ** ملك القلوب.. عندما غادر المستشفى في أمريكا أشرقت كل الوجوه في بلده كأشعة الفجر.. وخرجت داعية مبتهلة إلى الله جل وعلا أن يعيده بالسلامة إلى أرض الوطن.. ** واليوم تقف مدينة جدة بكل أبنائها وشواطئها.. وأحلام أهلها، وحتى رعود بروقها.. وأمطار سمائها.. وانجراف سيول جبالها.. كلها تقف لتقول: لن نغرق يا أبا متعب وأنت بعد الله معنا.. حفظك الله ورعاك. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة