الأمم المتحدة تطالب بجهود دبلوماسية لحل الأزمة مجموعة السبع: ما من بلد سيكسب من التصعيد الجيش الإسرائيلي: لن نمنح حزب الله فترة راحة لبنان: 17 ألف نازح وخسائر بشرية فادحة واصلت إسرائيل ليلا شن ضربات جديدة على أهداف لحزب الله في لبنان بعد قصف واسع النطاق خلف نحو 500 قتيل "الاثنين"، وزادت المخاوف من تدهور شامل في المنطقة بعد حوالي عام من اندلاع الحرب في غزة، وتهيمن الخشية من حرب في الشرق الأوسط على الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها في نيويورك، في وقت يزداد التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قصف ليلا "عشرات الأهداف العائدة إلى حزب الله في مناطق عدة في جنوبلبنان". وقال إن قصف الاثنين، وهو الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر الفائت، طاول "نحو 1600 هدف إرهابي" في جنوبلبنان والبقاع (شرق). وأعلن حزب الله ليلا إطلاق مزيد من صواريخ فادي-2 في اتجاه اسرائيل، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق عشرين صاروخا. وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الثلاثاء ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوبلبنان وشرقه الاثنين إلى 558 قتيلا غالبيتهم "من العزل الآمنين"، وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وقال الوزير في مؤتمر صحافي إن الحصيلة المحدثة لغارات الاثنين بلغت "558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة... غالبيتهم العظمى من العزل الآمنين الذين كانوا في منازلهم". وأشار إلى إصابة 1835 شخصا مع "بلوغ عدد المستشفيات التي شاركت في استقبال الجرحى 54 مستشفى". وأفادت حصيلة سابقة لوزارة الصحة في وقت متأخر الاثنين عن سقوط 492 قتيلا و1645 جريحا جراء الغارات. واعتبر الأبيض أن أعداد القتلى والجرحى "تنافي كل الكذب الإسرائيلي بأن الاستهداف يطال قوات مقاتلة". كما أعلن منسق لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، الثلاثاء أن أعداد النازحين من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية وصل ليل الاثنين إلى 16 ألفاً و500 نازح، وقال الوزير ياسين، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "إن أماكن الإيواء في المدارس وصلت إلى حدود 150 مدرسة، فيما تتزايد أعداد النازحين حتى وصلت ليلاً إلى 16 ألفا و500 نازح"، وأشار الوزير ياسين إلى أن رئيس الحكومة "أوعز إلى الهيئة العليا للإغاثة الاستمرار في تأمين المطلوب لإغاثة النازحين". واجتمع ميقاتي مع الوزير ياسين "الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لإيواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم"، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء. من جهته علق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "نحن على حافة حرب شاملة"، فيما طلبت فرنسا انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لبحث التطورات في لبنان. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه في يوم واحد، تمكن الجيش الإسرائيلي من "تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر"، معتبرا أن حزب الله يعيش "الأسبوع الأكثر صعوبة منذ إنشائه" العام 1982. كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين تنفيذ "ضربة محددة الهدف" في الضاحية الجنوبيةلبيروت، معقل التنظيم، طاولت قائد جبهة الجنوب في الحزب علي كركي، لكنه نجا منها. وأكد نتانياهو أن إسرائيل تقوم "بتغيير التوازن الأمني" في شمال البلاد، عازمة على السماح بعودة عشرات الآلاف من سكانه النازحين. وأكدت مجموعة الدول السبع أن "ما من بلد سيكسب" من التصعيد في الشرق الأوسط، محذرة من خطر "نزاع إقليمي لا يمكن تصور تداعياته"، وأعربت الصين الثلاثاء عن "صدمتها الكبيرة" لعدد ضحايا القصف الإسرائيلي في لبنان. ودعت الحكومة البريطانية الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، ودعا العراق إلى "اجتماع طارئ" لرؤساء الوفود العربية في الأممالمتحدة ل"وقف سلوك إسرائيل الإجرامي"، واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل الاثنين بالسعي إلى "توسيع" النزاع، وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" تُرجمت من الفارسية إلى الإنجليزية "حزب الله لا يمكنه البقاء بمفرده" في مواجهة إسرائيل. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس إنه يجب عدم منح جماعة حزب الله اللبنانية أي فترة راحة وإن الهجمات على الجماعة في لبنان ستتسارع. وأضاف هاليفي بعد إجراء تقييم أمني "الوضع يتطلب عملا مكثفا ومتواصلا على كل الساحات". وبينما امتلأت الفنادق في أنحاء العاصمة بيروت بآلاف الأسر التي فرت من جنوبلبنان، على إثر الغارات الجوية الإسرائيلية الدموية، انتظارا لما قد يحدث لاحقا، لا يزال الأشخاص الفارون من الغارات الجوية في جنوبلبنان، يتدفقون إلى العاصمة الثلاثاء، مع حدوث اختناقات مرورية على الطرق المؤدية إلى جنوببيروت. وبدا الكثير من قائدي السيارات مذهولين وفي حالة صدمة، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل، والذي يعد الأكبر منذ عقود. ورغم جهودها المكثفة التي تبذلها بدون هوادة منذ حوالي سنة، تبدو الدبلوماسية الأميركية عاجزة عن التأثير على إسرائيل التي لا تزال تتجاهل الدعوات لوقف التصعيد في لبنان. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يشارك الثلاثاء والأربعاء في نيويورك للمرة الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإثنين أنه "يعمل على احتواء التصعيد" في لبنان حيث كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الدامية موقعا مئات القتلى بينهم أطفال. وأعلن مسؤول أميركي أن واشنطن بصدد تقديم "أفكار ملموسة" لخفض التوتر على الحدود بين اسرائيل ولبنان وإيجاد حل دبلوماسي للنزاع. ويبدو أن الأحداث تتسارع بدون أن تتمكن الولاياتالمتحدة من فعل الكثير، حيث فشلت في اللجوء إلى وسائل الضغط الرئيسية على إسرائيل، وهي تسليم الأسلحة. من جانب آخر دعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء جميع الدول والأطراف ذات النفوذ في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر إلى العمل من أجل تجنب المزيد من التصعيد في لبنان. وقال متحدث باسم تورك خلال إفادة صحفية في جنيف "المفوض السامي فولكر تورك يدعو جميع الدول والأطراف ذات النفوذ في المنطقة وخارجها إلى تجنب المزيد من التصعيد وبذل كل ما في وسعها لضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي"، وفي نفس الإفادة الصحفية، قال عبد الناصر أبو بكر، مسؤول منظمة الصحة العالمية في لبنان: إن بعض المستشفيات تكابد للتعامل مع آلاف الجرحى، وإن كثيرا منهم يعانون من إصابات في العين والوجه. مطالب دولية بوقف النار وإنهاء التصعيد (رويترز)