إذا كان فن الجرافيك، بأشكاله الثلاثة، الطباعة من سطح بارز، والطباعة من سطح غائر، والطباعة من سطح مستو (الأوفست)، هو طباعة نسخ متماثلة من (كليشيه محفور)، ليحصل الفنان في نهاية المطاف على أكبر عدد من المستنسخات المطلوبة لهذا العمل، ويقوم الفنان بأداء كل مراحله، بدءا من تنفيذ التصميم، ومرورا بتجهيز السطوح الطباعية وحفرها، وانتهاء بطباعتها. فإن فن الطباعة، في عصرنا الحاضر، يتجسد في عدة صور، من أهمها قطع أو حفر أو معالجة الألواح الخشبية أو المعدنية أو أية مادة أخرى، بهدف تحقيق أسطح طباعية، والحصول على تأثيرات فنية تشكيلية مختلفة، عن طريق طباعتها، وبالتالي يمكن أن نطلق عليه « فن الرسوم المطبوعة »، الذي يعمل على مزج الفن التاريخي والحضاري في شكل جديد وعصري. وهذا التطوير هو شاغل الفنان، فهو حينما يقدم على تصميم عمل، فهذا العمل ملك له وحده، ومن خلاله يصب أفكاره، وما يتخيله من أشكال حسبما يتراءى له، وفيه يحدد الفنان الأسلوب والشكل الذي اختاره واهتدى إليه، مع مراعاة أصول وقواعد هذا الفن. ومن النادر أن نجد معرضا في المملكة حول فنون الطباعة، ولا سيما الطباعة على الأقمشة، خاصة أن هناك فئات واسعة من المجتمع السعودي لديها وعي واسع بهذا الفن، كما أن هناك إبداعا فنيا متميزا على يد سعوديين وسعوديات في هذا المجال، يجيدون الطبع على الأقمشة بتصاميم جديدة وفريدة. وسدا لهذا القصور في التعريف والتوعية بفن الطباعة على القماش، على نحو خاص، يتعين على الصالات الفنية المتخصصة في المملكة، خاصة في جدة والرياض، تشجيع التواصل مع الفنانين والمبدعين في هذا المجال، وإتاحة الفرصة لإقامة معارض لهم، ليرتادها الزوار ويتعرفوا على الأساليب الجديدة في فن الطباعة على الأقمشة، ويقتنوا ما يحظى بإعجابهم منها، والمساهمة في الارتقاء بالوعي الفني والجمالي لهذا الفن وتقنياته وجمالياته الأخاذة وألوانه البديعة. [email protected]