فرقت الشرطة التونسية صباح أمس آلافا من المتظاهرين احتشدوا أمام مقر الحكومة في تونس العاصمة باستخدام الغاز المسيل للدموع وذلك بعد اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الأمن. وكان آلاف المحتجين قد تجمعوا أمام مقر الحكومة في تونس العاصمة ليلة الأحد الاثنين، متحدين بذلك حظر التجول المفروض ليلا، للمطالبة باستقالة حكومة محمد الغنوشي. ورمى المتظاهرون حجارة وقوارير بلاستيكية على عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. ووقعت المواجهات حين كانت شرطة مكافحة الشغب تحاول إخراج موظفين من مقر الحكومة. وهرع عشرات من المتظاهرين الذين قضى مئات منهم الليل أمام مقر الحكومة رغم حظر التجول، نحو الموظفين الخارجين، فأطلقت الشرطة بعض قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يلقون عليهم حجارة وقوارير من البلاستيك. ولم يستمر الحادث طويلا غير أن التوتر يبقى شديدا في ساحة الحكومة بالقصبة بالعاصمة حيث يحاور عسكريون المتظاهرين لتهدئة الوضع. ويتولى جنود حراسة أبواب مقر الحكومة بالقصبة وتم إغلاق المنافذ إلى القصبة ووضعت أسلاك شائكة وتم نشر أعداد من قوات الأمن والجيش. وقضى المتظاهرون ساعات الليل البارد في أكياس معدة للنوم أو خيم فيما جلب لهم السكان طعاما. وكان معظم المحتجين قد وصلوا صباح يوم الأحد من مناطق مختلفة وسط البلاد ضمن مسيرة سموها «قافلة التحرير». وجاء عدد كبير من المتظاهرين من مدينة سيدي بوزيد التي بدأت فيها الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي. وقال منظمو الاحتجاج إنهم سيواصلون اعتصامهم أمام مقار الحكومة التونسية إلى أن يستقيل الوزراء المرتبطون بحكم بن علي. وقال ضابط في الجيش التونسي طلب عدم كشف هويته لوكالة «فرانس برس» قبل حلول موعد حظر التجول «سنتركهم على الأرجح يمضون الليل هنا لأنهم قدموا من أماكن بعيدة ولا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان، لكننا سنمنعهم من التحرك».