دارت مواجهات الإثنين قرب مقر الحكومة في العاصمة التونسية بين متظاهرين رموا حجارة وقوارير بلاستيكية على عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين ردوا باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. ووقعت المواجهات حين كانت شرطة مكافحة الشغب تحاول اخراج موظفين من مقر الحكومة. اسلاك شائكة لمنع وصول المتظاهرين لمبنى رئاسة الحكومة (ا ف ب)
وهرع عشرات من المتظاهرين الذين قضى مئات منهم الليل امام مقر الحكومة رغم حظر التجول، نحو الموظفين الخارجين، فاطلقت الشرطة بعض قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يلقون عليهم حجارة وقوارير من البلاستيك. ولم يستمر الحادث طويلا غير ان التوتر يبقى شديدا في ساحة الحكومة بالقصبة بالعاصمة حيث يحاور عسكريون المتظاهرين لتهدئة الوضع. ويتولى جنود حراسة ابواب مقر الحكومة بالقصبة وتم اغلاق المنافذ الى القصبة ووضعت اسلاك شائكة وتم نشر اعداد من قوات الامن والجيش. وبدأ مئات الاشخاص القادمين اساسا من منطقة سيدي بوزيد من حيث انطلقت «ثورة الياسمين» وانضمت اليهم مجموعات من سكان العاصمة، منذ الصباح الباكر الهتاف داعين لاسقاط الحكومة.
ليست لدينا مشكلة مع الحكومة برمتها بل مع رموز النظام البائد، ونحن نتماهى مع مطالب شعبنا، وان الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكن ان يتخلى عن الشعب في سعيه لدك ما تبقى من النظام البائد» للرئيس السابق زين العابدين بن علي اسقاط الحكومة وقال الطالب عثمان من العاصمة وعضو الاتحاد العام لطلبة تونس، «سنبقى حتى تستقيل الحكومة». واضافت رجاء التي جاءت من نابل «انهم يسعون لكسب الوقت للفرار من العدالة، انهم بصدد تدمير الارشيف».وتحدى المئات حظر التجول وناموا في ساحة الحكومة بالقصبة بوسط العاصمة في اكياس معدة للنوم وتولى سكان بالجوار امدادهم بالطعام والشراب تحت رقابة الجيش. نجاح الاضراب من جانبه قال مسؤول في النقابة العامة للتعليم الاساسي في تونس لوكالة فرانس برس ان الاضراب المفتوح لمدرسي التعليم الابتدائي الاثنين شهد «نجاحا غير مسبوق». وقال نبيل هواشي عضو النقابة العامة ان الاضراب المفتوح الذي دعت اليه النقابة «ناجح بشكل غير مسبوق» في معظم المناطق التونسية. واوضح هواشي ان نجاح الاضراب «تؤكده النسب المرتفعة للاضراب في معظم المناطق. وانتقد المسؤول النقابي بشدة وزارة الاشراف ووسائل الاعلام الرسمية التي قال انها حاولت ضرب الاضراب. واوضح ان الاضراب ناجح «رغم المحاولات المحمومة التي بذلتها وزارة الاشراف مدججة بوسائل الاعلام الرسمية المرئية والمسموعة التي ظننا انها «تحررت من اللغة الخشبية التي تذكرنا بالعهد الذي انقضى»،وكان هواشي أكد «ليست لدينا مشكلة مع الحكومة برمتها بل مع رموز النظام البائد». لجنة دولية وبدأت لجنة من الاممالمتحدة زيارة لتونس الإثنين فى مهمة هى الاولى من نوعها بهدف تقصي الحقائق حول ملابسات مقتل العشرات خلال الاحداث التي شهدتها البلاد مؤخرا. وتجرى اللجنة التي ترأسها مديرة مركز الاممالمتحدة بالقاهرة البحرينية خولة مطر على مدى أسبوع اتصالات مع مختلف الاطراف والفعاليات التونسية لتقييم الاوضاع في ضوء المعلومات التي تشير الى مقتل أكثر من مائة شخص خلال الاضطرابات والمظاهرات التي شهدتها البلاد. يذكر ان رئيسة اللجنة كانت تعمل قبل توليها منصبها الحالي مستشارة اقليمية للحقوق والمبادئ الاساسية لدى منظمة العمل الدولية. ودخلت الحكومة التونسية التي تواجه الكثير من الاحتجاجات امس اسبوعا حرجا لجهة بقائها في الوقت الذي يطالب باستقالتها متظاهرون في العاصمة، تلقوا تعزيزات بالغة الرمزية من مواطني المناطق الريفية التي اسقطت نظام بن علي. واصبح ضغط الشارع مستمرا كامل النهار وليلا ورغم حظر التجول امام قصر الحكومة بالقصبة حيث مقر رئيس الوزراء محمد الغنوشي بعد اسبوع من تشكيل «حكومة الوحدة الوطنية» المكلفة بوضع البلاد مجددا على السكة والاعداد لانتخابات حرة وديموقراطية في غضون ستة اشهر. الاقامة الجبرية و أعلنت وكالة الأنباء التونسية أن السلطات وضعت عبد الوهاب عبد الله، المستشار السياسي للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والمسئول الأول عن قطاع الإعلام والصحافة في عهد بن علي «تحت الإقامة الجبرية». ويطالب صحافيون وإعلاميون تونسيون بمحاكمة «علنية» لعبد الله الذي يصفونه بأنه «مركع الإعلام والصحافة» في عهد بن علي .