يعقد مستثمرون زراعيون في المنطقة الشرقية الأمل على أسواق المنطقة الشمالية لسحب جزء كبير من الفائض في سوق الفواكه والخضراوات من الدمام، مشيرين إلى أن موجة البرد القارس التي تسيطر على هذه المنطقة تشكل عاملا إيجابيا في أحداث نوع من التوازن في ميزان العرض والطلب، خصوصا أن الأجواء المناخية الباردة انعكست بصورة كبيرة على مختلف الإنتاج الزراعي في المنطقة الشرقية، الأمر الذي يدفع التجار إلى التوجه نحو المنطقة الشرقية لتغذية أسواق الشمال بالاحتياجات اليومية. وقال علي المرزوق (مستثمر) إن موجة البرد التي تعيشها المنطقة الشمالية تشكل بارقة أمل لدى المستثمرين في المنطقة الشرقية، خصوصا أنها ستوقف مؤقتا مسلسل الانخفاضات في المنتجات الزراعية، مشيرا إلى أن التجار في المنطقة الشرقية يسحبون يوميا نحو 30 إلى 40 في المائة من إنتاج الطماطم، فضلا عن المنتوجات الزراعية الأخرى، ما يعني استيعاب الكميات الكبيرة التي تنتجها مختلف مزارع الشرقية يوميا، مضيفا أن الإنتاج اليومي من الطماطم يتراوح بين 40 إلى 50 ألف صندوق، فيما يترواح السعر بين ثلاثة وخمسة ريالات للصندوق (6 كغم) بالنسبة إلى المزارع المكشوفة، وستة وسبعة ريالات للصندوق (6 كغم) للمزارع المحمية. وذكر أن استمرار الأجواء الباردة في المنطقة الشمالية يسهم في رفع حجم الطلب اليومي، خصوصا أن الكميات التي سحبت لتلك المنطقة تقارب تسعة إلى عشرة آلاف صندوق يوميا، بخلاف المنتجات الزراعية الأخرى مثل الخيار والملفوف والخس والباذنجان والكوسا وغيرها، مؤكدا أن الطلب على الطماطم يزيد كثيرا عن الطلب على تلك المنتجات الزراعية الأخرى، فعلى سبيل المثال، فإن بعض التجار يشترون نحو 1500 صندوق، بينما لا يتجاوز طلب الزهرة والملفوف حاجز 100 صندوق. بدوره، أكد عبد الحكيم المحفوظ (مستثمر) أن أضرار الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة الشرقية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين تختلف من مزرعة إلى أخرى، مشيرا إلى أنها تؤثر بصورة مباشرة على الثمار الناضجة سواء الطماطم التي تصيبها التشققات والملفوف الذي يدمره المطر بشكل تام، فضلا عن المنتجات الزراعية الأخرى. وأضاف أن الأمطار لا تقتصر أضرارها على الثمار فقط، بل قد تدمر الأشجار كذلك، متوقعا أن تصل الأضرار لدى بعض المزارع إلى 5 أو 10 في المائة. وقال إن المخاوف من تعرض الثمار للتشوهات والأضرار دفع البعض نحو تسريع عملية القطف لتفادي الخسائر الكبيرة، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على حجم المعروض في الأسواق، بحيث تسجل زيادة تصل إلى 20 و25 في المائة مقارنة مع حجم الإنتاج اليومي في الأيام التي تسبق الأمطار، متوقعا أن يحدث فجوة كبيرة في مستويات الأسعار خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن التشوهات (الشقوق) التي تحدثها الأمطار على حبات الطماطم تدفع المستهلك للعزوف عنها، ما يعني إجبار المزارعين على البيع بالأسعار المنخفضة للتخلص من الكميات الكبيرة المعروضة، لاسيما أن بقاءها يمثل كارثة تتجاوز كارثة انخفاض الأسعار في الوقت الراهن.