وصف مستثمرون ومزارعون في المنطقة الشرقية أسعار المنتجات الزراعية بالكارثية، بعدما انخفضت بشكل غير مسبوق لتصل الى 1 2 ريال لكرتون الخيار (3 كجم في أسواق الجملة)، فيما لم تستطع بقية الأصناف الوصول إلى 10 ريالات، فعلى سبيل المثال؛ فإن الباذنجان يصارع للوصول إلى 9 ريالات (6 كجم) والكوسا 5 ريالات (6 كجم) والطماطم 6 ريالات (6 كجم). وعزو تدهور الأسعار في المنطقة الشرقية إلى عوامل طبيعية ساهمت في إنضاج أكثر الخضروات قبل موعدها، خصوصا أن موجة الأمطار التي هطلت قبل شهر ونصف الشهر تقريبا وبكثافة أدت إلى تخريب الحقول الزراعية غير المحمية وجرفها جراء سيول الأمطار وانضاج المنتوجات في البيوت المحمية، ما ساهم في زيادة المعروض بصورة غير متوقعة، وبالتالي عدم القدرة على تصريف الكميات الكبيرة التي تطرحها مئات المزارع المنتشرة في المنطقة الشرقية، ما يضطر المزارع للتخلص من المنتج بأي سعر تفاديا للدخول في نفق الخسارة، مشيرين إلى أن متوسط المزرعة الكبيرة الواحدة تسوق نحو 500 كرتون يوميا في السوق، فيما يصل العدد لدى المزارع الضخمة لأكثر من 1000 كرتون يوميا. ورأى هؤلاء أن العوامل الطبيعية لا تشكل العامل الأساس وراء تدهور الأسعار، مشيرين إلى أن أمانة المنطقة الشرقية تلعب دورا مباشرا في تعريض المزارعين للخسائر، جراء عدم السماح للشاحنات بالبيع خلال فترة الذروة؛ أي من 11صباحا إلى 3 عصرا، فيما تسمح بالحراج بعد الغروب، الأمر الذي يحول دون قدرة المزارع على تصريف المنتج. لا نتائج ملموسة وقال عبد الحكيم محفوظ (مستثمر) «إن التحرك الذي قاده المزارعون لإعادة النظر في قرار الأمانة بعدم البيع في أوقات الذروة لم يقد إلى نتائج ملموسة، إذ لا تزال الأمور على وضعها الحالي»، مؤكدا أن أوقات الذروة تمثل الفرصة الذهبية للمزارعين للحصول على أسعار جيدة، فيما يختفي الجزء الأكبر من التجار في أوقات المساء، مشيرا إلى أن الإجراءات التي فرضتها الأمانة دفعت الكثير من التجار للاتجاه مباشرة إلى المزارع للتحميل منها دون التوجه إلى سوق الخضار والفواكه المركزية في الدمام. وقال إن الخاسر الأكبر من وراء هذا القرار هو المزارع الصغير الذي لا يجد قناة لتصريف إنتاجه سوى في سوق الدمام المركزي، وبالتالي فإن استمرار الأوضاع الحالية سيزيدها سوءا ويفاقم من تدهور الأسعار بصورة غير مسبوقة. من جانبه، أوضح علي المرهون (مستثمر) أن تدهور الأسعار في الوقت الراهن وعدم القدرة على تصريف المنتوجات في السوق يضاعفان من الخسائر التي سببتها موجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة الشرقية وساهمت في تدمير الكثير من الحقول المكشوفة جراء السيول الجارفة التي صاحبت تلك الأمطار الكثيفة، مشيرا إلى أن تزايد المحصول وعدم القدرة على تصريف الجزء الأكبر منه يدفع الكثير لإعادة بعض المنتوجات إلى المزارع مجددا، فعلى سبيل المثال فإن الزهرة لا يجد له مشترٍ وكذلك الأمر بالنسبة إلى الملفوف، فالزهرة لا يتجاوز سعره 5 ريالات للكرتون (15 كجم) و الملفوف 5 ريالات للكرتون (15 كجم).