إذا ما كتب أحد الكتاب مقالا فلم يفهم قصده بعض القراء فقد يكون العيب في المقال نفسه أو يكون الآفة في الفهم السقيم الذي «يتمتع» به أولئك القراء الذين قد يجدون من يعذرهم لبساطتهم وقلة ثقافتهم، مع أنه يوجد من القراء من هم أكثر ثقافة واطلاعا وعلما من أبرز الكتاب ناهيك عن المتردي والنطيحة منهم!، ولكن لو كان المقال واضحا وهادفا ثم لم يفهمه بعض ادعياء الثقافة والصحافة فإن المصيبة تكون أعظم، لأن كاتب ذلك المقال قد يعذر بعض القراء لعدم فهمهم لمراده من مقاله لما ذكر من أسباب يتصل بعضها بمستوى ثقافة أولئك القراء، ولكن كيف يعذر زميل له من «المبرزين»، عندما تخونه ثقافته وفهمه فلا يدرك ما أراده الكاتب من كتابة مقال غير ملائم، مع أنه مقال انطباعي وصفي عام يحتاج إلى فهم وتدبر للحوار حول ما فيه من أفكار لا إلى التسرع والقراءة والرد نتيجة آفة الفهم السقيم. وتحضرني بهذه المناسبة أبيات عالم ناظم تورط مع جاهل راح يفسر كلماته ومقالاته على غير ما أراد ذلك العالم فنظم في الجاهل بيتين يقول فيهما: لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذرتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا! وأخيرا: وكم من عائب قولا سليما وآفته من الفهم السقيم!! ثم لا يكتفي بذلك بل يمتشق قلمه السيال ويبدأ في التعليق على ما نشر من خلال فهمه السقيم لما جاء في ذلك المقال، مستخدما بعض الكلمات التي لا معنى لها دافعه إلى ذلك الخفة والتعجل وعدم الروية، ولو أنه كان صاحب عقل وفكر ومنطق لتأنى قبل أن يكتب وحاول فهم مراد الكاتب فإن وجد في مراده بعد فهمه له عيبا فلا مانع من نقد مقال زميله والاستدراك عليه، ولكن بعد الفهم الصحيح لما كتب وليس على طريقة من يخطف الكبابة من فم القدر ثم يجري بها هاربا مثل الثعلب النحيل الجائع، فإذا قرأ الناس رد ذلك الكاتب «الجهبذ!!» تعجبوا من سوء فهمه وبعده عن المراد ولتسرعه في الرد لظنه أن زميله قد تورط. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة