كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام عدنا ألف خطوة إلى الوراء، مجتمع متناقض بكل ما في الكلمة من معنى، نعيش حالة من الفصام لا برء منها، ولا أدري حتى متى نستمر بالسماح لبعض الأشخاص والجهات بأن يجعلونا أضحوكة أمام العالم ومجالا خصبا للسخرية والتندر والانتقاد؟!. لم نكد نفرح بقرار المحكمة العليا بإعادة فاطمة «طليقة عدم تكافؤ النسب» إلى زوجها منصور وأطفالها بعد رحلة عذاب أربع سنوات، حتى فجعنا قاض في المدينةالمنورة بتفريق زوجين لذات العلة مصرا على أن نبقى مجتمعا عنصريا الناس فيه ليسوا سواسية كأسنان المشط.. لماذا؟! ولم نكد نفيق من صدمة تبديل الطفلين السعودي والتركي في نجران، حتى فجعنا بتبديل «عهود زين» الذي اكتشف بعد خمسة وثلاثين عاما، ولم تكف هذه السنوات الطوال من الفرقة والعذاب، لتعيش عهود رحلة سنتين من العذاب أخرى في المطالبة بتعويضها عن مأساتها المريرة، وبعد الحكم لها بتعويض 1.7 مليون ريال فقط (أي ما يعادل 135 ريالا عن كل يوم عذاب فقط)، ومع ذلك اعترضت وزارة الصحة إمعانا في تعذيب عهود بدم بارد وبدون أي إحساس بالذنب ودون استشعار لفداحة الخطأ الذي تعتبر الوزارة المسؤول الأول عنه.. لماذا؟! أما أنت يا عهود.. غني «يا ليل ما اطولك»، فمشوار العذاب ما زال أمامك طويلا أكثر مما تظنين. ولم نكد نفيق من فواجع كل قضايا زواج الصغيرات التي شوهت مجتمعنا رغم الرفض التام لها، فجعتنا محكمة سكاكا بإقرار صحة زواج طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة.. لماذا؟! لماذا نحن متأخرون عن كل العالم في إقرار وتقنين مدونة مفصلة وواضحة لقضايا التعويضات، حتى لا تترك للتقديرات الشخصية، ويستمر الجناة يعبثون بحياة الأبرياء؛ لأنهم يأمنون العقوبة ويعلمون أن سيدفعون الفتات للمجني عليهم بعد أن يذيقوهم مرار المطالبة بحقوقهم في أروقة المحاكم لسنوات وسنوات، وربما قضى أحدهم نحبه قبل أن يصل إلى ربع حقه، وربما أقل، وربما لا شيء؟!. لماذا لا نقنن الأحكام وندونها؟! لماذا لا نفرض جداول زمنية للمحاكمات؟! لماذا لا نستوعب أن العالم يتفرج علينا؟! لماذا لا تكون سمعة بلادنا على قائمة أولوياتنا، ألسنا مملكة الإنسانية؟! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة