تعقد لجنة المتابعة العربية اليوم اجتماعا طارئا ومهما في القاهرة لبحث المستجدات على الساحة الفلسطينية، ونتائج جولة المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل لتل أبيب ورام الله. كما تتداول طبيعة التحرك العربي لدعم موقف المفاوض الفلسطيني، وبدائل السلطة الفلسطينية مع استمرار الموقف الإسرائيلي المتعنت إزاء الاستيطان، والتي تتضمن الحصول على اعتراف أممي للدولة الفلسطينية. وسيرأس الاجتماع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر رئيس اللجنة حمد بن جاسم، فيما يرأس وفد المملكة في الاجتماع الذي سيستغرق يوما واحدا، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وسيشارك الرئيس الفلسطيني أبومازن الذي سيقدم شرحا تفصيليا حول الرؤى المطروحة. وأفاد نائب أمين عام الجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في حديث ل «عكاظ» أن اللجنة ستناقش المستجدات والبدائل المطروحة عربيا وفلسطينينا للتعامل مع الموقف الإسرائيلي المتعنت في ظل تخلي الإدارة الأمريكية عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان، وإغلاقها باب المفاوضات المباشرة، فضلا عن مطالبتها العودة إلى ملف مفاوضات التقريب وقضايا الحل النهائي. واسترسل أن الجامعة حريصة على دعم موقف المفاوض الفلسطيني وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وإنشاء دولته وعاصمتها القدس، مؤكدا أن الموقف العربي متضامن مع السلطة وسيدعم كل الإجراءات التي ستتخذها دوليا. وأفادت مصادر دبلوماسية عربية أن الجامعة ستدعم قرار السلطة للتوجة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينة. وشككت مصادر فلسطينية ضمن تصريح ل «عكاظ» في مقدرة واشنطن على إلزام إسرائيل باتفاق سلام، مشيرة إلى أن لقاء ميتشيل مع أبو مازن أمس لم يحقق اختراقا حيال إلزام تل أبيب بوقف الاستيطان، مضيفة أن ميتشيل قدم اقتراحات جديدة للدخول في مناقشة قضايا الحل النهائي، لم يكشف عن تفاصيلها ولا تتماشى مع توجهات السلطة. وأوضحت أن هناك تراجعا ملموسا في المواقف السابقة بشأن الاستيطان، مشيرة إلى أن واشنطن عرضت على الجانب الفلسطيني الدخول في مفاوضات غير مباشرة للوصول لاتفاق إطار حول قضايا الحل النهائي بحول شهر أيلول من العام المقبل. وأضافت المصادر أن القناعة لدى السلطة بدأت تتكرس بضرورة التوجه لمجلس الأمن في ظل الجمود الذي أصاب عملية السلام بعد فشل واشنطن في وقف الاستيطان الإسرائيلي للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية. ومن جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن القيادة الفلسطينية ستسعى لتوسيع نطاق الحملة في العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67، مشيرا إلى أن ذلك المطلب سيقدم من الجانب الفلسطيني للجنة المتابعة العربية للسلام، ومن ثم نقل ذلك المطلب لمجلس الأمن الدولي في ظل فشل واشنطن في إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان. وتزامنا مع تحركات ميتشيل عقدت منظمة التحرير الفسطينية اجتماعا أمس برئاسة الرئيس محمود عباس لبحث آلية التحرك الفلسطيني في ظل فشل المفاوضات مع إسرائيل إذ استمعت من رئيس طاقم المفاوضات الدكتور صائب عريقات لنتائج زيارته لواشنطن الجمعة الماضي ولقائه بكلينتون. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وصفت المحادثات التي جرت بين بنيامين نتنياهو وميتشيل البارحة الأولى بأنها طويلة وإيجابية. وجاء في بيان مقتضب: «في الوقت الذي بدأنا السير على طريق جديدة، بحث (نتنياهو وميتشل) خلال محادثات طويلة وإيجابية الطريقة الأمثل للخوض في المسائل الرئيسة والتقدم نحو هدفنا لتحقيق السلام». وأجرى جورج ميتشل محادثات مع نتنياهو استمرت ثلاث ساعات. وتحدث ميتشل من جانبه عن ضرورة التوصل إلى اتفاق إطار يحدد الحلول الوسط الأساسية بشأن جميع المسائل المتعلقة بالوضع الدائم ويفتح الطريق نحو معاهدة سلام نهائية.