تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكا سياسيا غير مسبوق بهدف حلحلة الموقف الإسرائيلي المتعنت حول الاستيطان واستئناف المفاوضات الفلسطينية، والدخول في مناقشة قضايا الحل النهائي حسب الرؤية الأمريكيةالجديدة، إذ وصل المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشل أمس إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار مساعي إدارة أوباما لإحياء عملية السلام. واستعرض ميتشيل مع نتنياهو الأفكار الأمريكية لاستئناف عملية السلام بين الطرفين، واستمع لرؤيته حسبما أفادت مصادر واشنطن لمواقفه حيال قضايا الحل النهائي. وسينتقل متشيل إلى رام الله اليوم للقاء الرئيس أبو مازن لتداول كيفية إخراج العملية السلمية من المأزق، فيما تعقد لجنة المبادرة العربية غدا في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني أبو مازن لبحث بدائل السلطة في حالة فشل جولة ميتشيل للمنطقة. في نفس الوقت بدأت القيادة الفلسطينية أمس سلسلة من الاجتماعات التي تهدف إلى تقييم الموقف السياسي بعد خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. واجتمعت اللجنة المركزية لحركة (فتح) أمس برئاسة الرئيس محمود عباس الذي سيترأس اليوم اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتقييم الموقف الأمريكي والتحضير لاجتماعات لجنة المتابعة العربية. وأفاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور زكريا آغا في تصريحات ل «عكاظ» أن مجمل الاجتماعات الفلسطينية تنصب في اتجاة تقييم الموقف الأمريكي والإسرائيلي، وبلورة أفكار وخطط مستقبلية للسلطة للتحرك على المستوى العربي والدولي، مؤكدا أن موقف السلطة ثابت ولم ولن يتغير حول وجوب وقف الاستيطان قبيل استئناف المفاوضات. من جهته، أفصح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في حديث ل «عكاظ» أن الجامعة تراقب جولة ميتشيل الحالية والموقف الإسرائيلي، حيث سيتم في اجتماع اللجنة العريبة غدا اتخاذ الموقف النهائي حيال العملية السلمية. من جهتها، أفادت مصادر في الجامعة أنه سيجري في اجتماع اللجنة العربية اتخاذ قرارات مهمة لدعم الموقف الفلسطيني. ويؤكد مراقبون فلسطينيون أن واشنطن تسعى إلى الخروج من عنق الزجاجة والدخول في قضايا الحل النهائي الشائكة، معتبرين أن السطة لن توافق في الدخول في مفاوضات الحل النهائي التي تتضمن القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، والأمن، في ظل استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك في القدس. وذكرت مصادر أمريكية في تصريحات ل «عكاظ» أن الإدارة الأمريكية تعمل حاليا للوصول إلى اتفاق إطار لتضييق الفجوة ما بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي تمهيداً لعودة المفاوضات المباشرة. وتأتي زيارة ميتشل الأولى منذ قرابة ثلاثة أشهر، أي بعدما أقرت الولاياتالمتحدة بأنها لم تتمكن من إقناع إسرائيل بإعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة من شأنه أن يتيح مواصلة محادثات السلام المباشرة. وكانت كلينتون أكدت الجمعة الماضية في خطاب أن واشنطن تبقى ملتزمة بعملية السلام رغم الأزمة، وشجعت الطرفين على معالجة القضايا الجوهرية عبر مفاوضات غير مباشرة.