رفدة الزواج أو (العينية) والتي تسمى (المعونة) أيضا، هي مبلغ من المال يسلمه المدعو لحفل الزواج- من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران- للعريس أو أبيه أو من ينوب عنهما كإخوته أو أعمامه، وتعتبر هذه الرفدة أحد عناصر التكافل والتواصل داخل المجتمع، إضافة إلى أنها تقوي دعائم الاتصال والمحبة بين أفراد القبيلة أو العائلة، كما أنها تسهم في توفير المبالغ المالية التي يصرفها (العريس) من أجل إقامة حفل الزفاف وما يتضمنه من مصاريف عالية، وإلى جانب ذلك فإنها تخفف كثيرا من استعانة الشاب (العريس) بالقروض البنكية المشروطة بفوائد والديون التي يتكبدها من أجل زواجه. وتعتبر الرفدة (العينية) عند بعض القبائل مسألة عرفية خاصة بمن يرتبط بالعريس بشكل مباشر كأقاربه وأهله، ولا تحدد بمبلغ معين وإنما ما تجود به نفس الشخص المعين الذي يقدمها، وقد كانت في فترات سابقة تقدم بصور أخرى غير المال؛ مثل الإبل والأغنام وبعض الهدايا المادية، ولكنها اختصرت في الأعوام الأخيرة بتقديم مبلغ مالي للعريس. صندوق خاص تختلف مظاهر الرفدة (العينية) من مكان لآخر ومن قبيلة لأخرى؛ فمنهم من يقدم عينيته هو وأبناؤه وإخوته بشكل جماعي وأمام العريس وأبيه، حسب عادة القبلية، ومنهم من يقدمها بشكل انفرادي للعريس، ومن الناس من يكتفي بإيصالها لأنها عرف اجتماعي حتى وإن لم يحضر الزواج، ومن العادات التي استحدثت أخيرا وضع صندوق خاص بالقبيلة يتم من خلاله تحديد مبلغ مالي من قبل كل فرد يعمل، ويتم وضعه بهذا الصندوق، ثم يقدم للشاب المقبل على الزواج، وهناك كثير من الشباب يعول على المعونة التي تقدم له يوم زفافه، وبعضهم يرى أن قيمته وتقديره من خلال تقديم هذه الرفدة. مبارك السهلي يقول: «العينية لا تقتصر على أفراد القبيلة أو الأقارب فقط، وإنما تمتد إلى الأصدقاء والجيران وزملاء العمل، فالذي يدعوك لمناسبة الزواج سواء كان من الأصدقاء أو الأقارب والجيران يجب عليك تلبية الدعوة وإيصال العينية له، فهي ليست محتكرة على الأهل»، ويضيف: «الرفدة أو المعونة عبارة عن مساعدة وهدية تساعد على مصاريف الزواج وتعد نوعا من التكافل الاجتماعي الذي كان سائدا في المجتمع السعودي من قبل، وهذه الصورة تعكس مدى أهمية الترابط الاجتماعي والمحافظة على تماسك أبناء القبيلة أو العائلة». الشباب يعتمدون عليها ويرى عبدالله الحربي، أن «العينية جيدة لأنها تساعد العريس في تكلفة الزواج، وبعض الشباب يعتمدون عليها لرد الديون التي اقترضوها من أجل مصاريف الزواج»، وأضاف: «العينية تعكس مكانة الشخص في نظر بعض الأشخاص، وتزيد المحبة والتواصل بين أفراد القبيلة»، مشيرا إلى أنها ليست حكرا على أفراد القبلية، وإنما تمتد للجيران والأصدقاء، وانتقد بعض العادات والتصرفات في العينية التي قد تصل لحد المفاخرة بشكل سلبي. العينية من الدين ويؤكد مشاري الرشيدي أن «العينية عرف اجتماعي تدعم وتؤصل روابط المحبة بين أفراد القبيلة أو العائلة، والهدف الأساسي منها سامٍ، وهو مساعدة العريس، سواء كان قريبي أو صديقي أو جاري، ولكني لا أؤيد من يعتمد عليها كليا؛ لأن ذلك قد يرهق الشاب إذا ما حصل على ما يريد من هذه العينية، كما أطالب الشباب بالاستفادة منها فيما يفيد، فكثير من الشباب تأتيه معونات ومبالغ مادية كبيرة وفوق ذلك، لا يستفيد منها، فتجده يسافر إلى مكان بعيد ويصرف فيه كل ما يملك دون الاستفادة من هذه العينية في تسديد الديون المتراكمة عليه من الزواج».