سعادة رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة في العدد الصادر في 26/8/1431ه، للكاتب خالد محمد السليمان، تحت عنوان «السياحة المضروبة» والذي رأى فيه أن البيئة المحلية عجزت عن اكتساب الثقافة السياحية، وأن السائح ينفق الكثير من أموال مقابل لقليل من التغيير، وأن فاتورته لم تكن أقل ممن اختاروا السفر إلى الخارج. وإذ نشكر الكاتب على اهتمامه بموضوع السياحة الوطنية، نود إيضاح بعض النقاط المهمة التي طرحها في مقاله: أولا: أدركت الهيئة العامة للسياحة والآثار معوقات السياحة الداخلية منذ تأسيسها، لذا عملت الهيئة ومن هذا المنطلق على القضاء عليها، وإعداد وتصميم وتطبيق برامج موجهة لفئات اجتماعية مختلفة من أجل نشر ثقافة السياحة وتعزيز آثارها الإيجابية على المجتمع. وتبذل الهيئة جهودا إعلامية وتسويقية وتوعوية للتعريف بالسياحية الداخلي والمقومات السياحية في المملكة، من خلال الحملات الإعلانية والتسويقية والإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة، وأطلقت الكثير من البرامج في هذا الصدد منها: السياحة تثري، وابتسم، وقواعد السلوك. كما أطلقت حملات تسويقية للتعريف بما تملكه المملكة من مقومات سياحية، وآخرها حملة «اكتشف الغنى في تنوعنا» والتي تبرز التنوع في المقاصد السياحية في المملكة. ومن المقرر أن تطلق الهيئة عددا آخر من الحملات بهدف تكريس الهوية السياحية السعودية الغنية بتنوعها، مثل حملة لإبراز التنوع في التراث الثقافي السعودي، وأخرى عن التراث العمراني، وثالثة حول الترفيه والتسوق، رابعة عن أجواء الربيع في السعودية. ثانيا: تتطلب تنمي السياحة الداخلية جميع الأطراف ومكونات المجتمع المحلي في تطويرها، ويعتبر تفاعل المواطنين شرطاً أساسياً لإنجاح السياحة الداخلية، حيث يشترك المواطن مع عدد من الشركاء في القطاع الخاص والحكومي في تهيئة وتأهيل المواقع السياحية والحفاظ عليها. ونظراً لأن النشاط السياحي المحلي في المناطق مسؤولية المجتمعات المحلية، لذا قامت الهيئة بالتنسيق مع إمارات المناطق بإنشاء مجلس التنمية السياحية في المناطق ودعمت اللجان السياحية بالغرف التجارية، كما قامت بإعداد اللوائح التنظيمية لقطاع السياحة، وشملت إعداد المرشدين السياحي ووكلاء السفر ومنظمي الرحلات وغيرها. ثالثا: توضح إحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن السعودية شهدت نموا في حركة الرحلات السياحية المحلية بنسبة 11.3 في المائة العام الماضي 2009، كما زاد معدل إشغال الفنادق بنسبة 2.8 في المائة إلى 54.6 في المائة، مما يؤكد حركة السياحة في المملكة. وتتوقع الهيئة نمو إيرادات السياحة في المملكة خلال 2010 إلى 66 مليار ريال، بنسبة نمو 4.76 في المائة مقارنة بالعام 2009م، وأن تصل الإيرادات السياحية الكلية إلى 118 مليار ريال في العام 2015م، وما قيمته 232 مليار ريال في العام 2020م. رابعا: بالنسبة لارتفاع الأسعار الذي تحدث عنه الكاتب الكريم، نود أن نوضح أن الهيئة أنجزت التصنيف الجديد لقطاع الإيواء الفندقي، كما أقر الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة سياسة التسعير في منشآت القطاع، وتم تحديد حد أعلى للأسعار ووفقاً لمستوى الفندق أو الوحدة السنية المفروشة والتقديم الممنوح لها من قبل الهيئة والخدمات التي تقدمها المنشآت الفندقية. وتلزم سياسة التسعير الجديدة كافة منشآت القطاع في جميع مناطق المملكة باستثناء مكةالمكرمة والمدينة المنورة بإعلان قائمة الأسعار المعتمدة من الهيئة في مكان بارز، مما يمكن أن نزيل من معرفة الحدود العليا للأسعار التي يمكن لإدارة المنشأة الفندقية طلبها، وهو ما سيساعد على تأكيد الشفافية والوضوح بين الإدارة والنزيل، ويمكن الهيئة من مراقبة مدى الالتزام بهذه الأسعار واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان حقوق النزلاء، كما تقوم الهيئة بحملات تفتيشية للتأكد من الأسعار ومستويات الخدمة المقدمة. ماجد بن علي الشدي مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في الهيئة العامة للسياحة والآثار