اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة بتاريخ 26 شعبان 1431ه الموافق 7 اغسطس 2010م، للكاتب خالد حمد السليمان في العدد رقم 3338، تحت عنوان «السياحة المضروبة» والذي رأى فيه أن البيئة المحلية من بيئة المكان وبيئة الإنسان عجزت عن اكتساب الثقافة السياحية، وأن السائح ينفق الكثير من المال داخل المملكة مقابل القليل من التغيير. وإذ نشكر الكاتب على اهتمامه بموضوع السياحة الوطنية، نود إيضاح بعض النقاط المهمة التي طرحها في مقاله: أولا: أدركت الهيئة العامة للسياحة والآثار معوقات السياحة الداخلية منذ تأسيسها، لذا عملت الهيئة من هذا المنطلق على القضاء عليها، وإعداد وتصميم وتطبيق برامج موجهة لفئات اجتماعية مختلفة من أجل نشر ثقافة السياحة وتعزيز آثارها الإيجابية على المجتمع. وتبذل الهيئة جهودا إعلامية وتسويقية وتوعوية للتعريف بالسياحة الداخلية والمقومات السياحية في المملكة، وأطلقت الكثير من البرامج في هذا الصدد منها السياحة تثري، وابتسم، والقواعد والسلوك السياحي، بهدف التعريف بالطرق الصحيحة للتعامل مع مكونات البيئة والانسان، سواء كانت بيئة مستضيفة، أو سائحا قادما من منطقة أخرى. كما أطلقت حملات تسويقية للتعريف بما تملكه المملكة من مقومات سياحية وآخرها حملة «اكتشف الغني في تنوعنا» والتي تبرز التنوع في المقاصد السياحية في المملكة. ومن المقرر أن تطلق الهيئة عددا آخر من الحملات تنطلق من تلك الحملة، بهدف تكريس الهوية السياحية السعودية الغنية بتنوعها مثل حملة لإبراز التنوع في التراث الثقافي السعودي، وأخرى عن التراث العمراني، وثالثة حول الترفيه والتسوق، ورابعة عن أجواء الربيع في السعودية. ثانيا: تتطلب تنمية السياحة الداخلية تداخل جميع الأطراف ومكونات المجتمع المحلي في تطويرها، ويعتبر تفاعل المواطنين شرطا أساسيا لإنجاح السياحة الداخلية، حيث يشترك المواطن مع عدد من الشركاء في القطاع الخاص والحكومي في تهيئة وتأهيل المواقع السياحية والحفاظ عليها. نظرا لأن النشاط السياحي المحلي في المناطق مسؤولية المجتمعات المحلية، لذا قامت الهيئة بالتنسيق مع إمارات المناطق بإنشاء مجلس التنمية السياحية في المنطق ودعمت اللجان السياحية بالغرف التجارية، كما قامت بإعداد اللوائح التنظيمية لقطاع السياحة، وشملت إعداد المرشدين السياحي ووكلاء السفر ومنظمي الرحلات وغيرها. ثالثا: توضح إحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن السعودية شهدت نموا في حركة الرحلات السياحية المحلية بنسبة 11.3 في المائة العام الماضي 2009، كما زاد معدل إشغال الفنادق بنسبة 2.8 في المائة الى 54.6 في المائة، مما يؤكد نمو حركة السياحة في المملكة. وتتوقع الهيئة نمو إيرادات السياحة في السعودية خلال 2010م الى 66 مليار ريال، بنسبة نمو 4.76 في المائة بالعام 2009، وأن تصل الإيرادات السياحية الكلية إلى 118 مليار ريال في العام 2015م، وما قيمته 232 مليار ريال في العام 2020. رابعا: بالنسبة لارتفاع الأسعار الذي تحدث عنه الكاتب الكريم، نود أن نوضح أن الهيئة أنجزت التصنيف الجديد لقطاع الايواء الفندقي، كما أقر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة سياسة التسعير في منشآت القطاع، وتم تحديد حد أعلى للسعر وفقا لمستوى الفندق أو الوحدة السكنية المفروشة والتقييم الممنوح لها من قبل الهيئة والخدمات التي تقدمها المنشآت الفندقية. وتلزم سياسة التسيير الجديدة كافة منشآت القطاع في جميع مناطق المملكة باستثناء مكة والمدينة المنورة، بإعلان قائمة الأسعار المعتمدة من الهيئة في مكان بارز، بما يمكن اي نزيل من معرفة الحدود العليا للأسعار التي يمكن لإدارة المنشأة الفندقية طلبها، وهو ما سيساعد على تأكيد الشفافية والوضوح بين الإدارة والنزيل، ويمكن الهيئة من مراقبة مدى الالتزام بهذه الأسعار واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان حقوق النزلاء: كما تنفذ الهيئة حملات تفتيشية للتأكد من الأسعار ومستويات الخدمة المقدمة. ماجد بن علي الشدي مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في الهيئة العامة للسياحة والآثار