«أهوى السباحة والقراءة في كتب الأدب وتراجم السلف، وأحب كرة القدم والسلة والطاولة».. بتلك الكلمات التي عبر بها عن الهوايات المفضلة، بدأ الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور محمد بادحدح حديثه عن الجوانب الخفية من حياته. وأكمل حديثه لنا عن عشقه للقراءة قائلا: «أقرأ كثيرا ولكن تغيرت القراءة من الكتب الطبية وكتب الثقافة والفكر الإسلامي مبكرا إلى تقارير العمل وإصدارات مراكز الأبحاث والدراسات العربية والغربية المتعلقة بأعمال الندوة»، وبين أنه يحب الشعر والأدب كثيرا وكان يحفظ منه الكثير في مقتبل عمره، ولكنه الآن يستمتع بجيده من القديم والحديث، ولكنه لا يحب الشعر الغزلي، مع أنه يطرب للخيال الخصب والصور البلاغية في غزل الشعر الجاهلي، ويعجب بالقدرة التصويرية للقباني والقصيبي في التعبير بلغة سهلة وسلسلة مع التحفظ على التجاوزات في المضمون. وأشار إلى أن متابعته للتلفاز قليلة جدا، ولكنه في ذلك الوقت يتابع نشرات الأخبار على الجزيرة وبي بي سي، وكذلك يستمتع بمتابعة قنوات الأطفال والأفلام الوثائقية، ولكنه لا تربطه أية علاقة بالصحف، ويكتفي بما ترصده إدارة الإعلام في الندوة من مواضيع ذات صلة تصله في البريد اليومي. وبين أنه كان متولعا بالرياضة في صغره، بقوله: «منذ صغري كنت أمثل فصلي أيام الدراسة في كل الألعاب القدم والسلة والطائرة والطاولة وكنت عضوا في منتخب المدرسة، أما التشجيع فأنا وكل أسرتي اتحاديون من أيام ملعب الصبان وإلى اليوم»، ويحب بادحدح من الأكلات السليق العربي مع الدجاج، وسلطة الفتوش، وكنافة (حبيبة)، وبسبوسة (قويدر) وبنت الصحن الصنعانية. ويمتلك الدكتور قاعدة كبيرة من الأصدقاء من كافة شرائح المجتمع، بقوله: «لدي أصدقاء كثر أعتز بهم فأنا اجتماعي بطبعي وهم من شرائح مختلفة ومتباينة فزملاء المدرسة تجمعهم سهرة شهرية مع عشاء على الكورنيش مستمرة لقرابة ثلاثين سنة، وأصدقاء الدراسة في المهجر تجمعني بهم سهرة عائلية فصلية وبالكثير سنوية نلتقي مع عوائلنا وأبنائنا نجدد ذكريات الغربة وأيام الطب تجمعنا بزملاء المهنة المناسبات الاجتماعية، ومن بين هؤلاء خلة مصطفاة من كل أولئك أعتبرهم رفاق الدرب حيث تعمقت الصلات وتشعبت حتى ظننت أنها خالدة، ويعتبر زملاء العمل في كل مرحلة من الحياة تجمعك بهم سنون متتابعة حتى تنتقل لعمل آخر، وهذه تربطك بأكاديميين وحرفيين ورجال أعمال، ورغم الصعوبة فأحاول المحافظة على علاقات الود والمحبة مع كل هؤلاء». ويعتبر أن السفر مدرسة عظيمة حيث سافر للعديد من الدول ويقول عنها: «السفر مدرسة عظيمة لمن أحسن التعلم فيها ومنها خصوصا في هذا العصر الذي قرب فيه البعيد وتحول السفر من مشقة وعنت إلى متعة وتسلية حيث زرت الكثير من الأقطار وتعرفت على الكثير من الشعوب والثقافات التي تركت في نفسي أعمق الأثر فمنها الكويت، البحرين، الإمارات، قطر، اليمن، سوريا، الأردن، لبنان، مصر، السودان، المغرب، موريتانيا، السنغال، النيجر، مالي، غينيا، توقو، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، أوغندا، موزمبيق، جنوب أفريقيا، طاجكستان، قيرغيزستان، إندونيسيا، وماليزيا». وبين أنه يعشق جبال لبنان وإب اليمنية ويستمتع بزيارتها صيفا، والريف الاسكتلندي شمال إنجلترا حيث جمالها وبساطتها وبحيراتها العذبة، ويتحدث الإنجليزية وله اهتمام بالفرنسية. ويؤكد أن علاقته بالتقنية فطرية، ويقول عنها: «أشعر أن لي ميولا فطرية تجاه التقنية والحوسبة، أحبها وأسعى لتطبيقها فيما حولي وفي مجال عملي، فهي تسهل وتختصر وتزيد من كفاء العمل، أما الحاسب فهو جزء من حياتي لا أتصور أن يمر يوم من غير الجلوس إليه والتعامل معه».. ويختم حديثه مبتسما لنا عن مهنته وهي الطب التي يعشقها، فيقول عنها: «الطب مهنة رائعة وممتعة لمن أحبها حيث قضيت فيها شوطا كبيرا من حياتي متفرغا للعمل الطبي وأجد فيه لذة وأنسا، فهي الوظيفة التي تمس أغلى ما لدى الإنسان ألا وهي صحته، ومجالها الإنساني رحب إلى أبعد الحدود، وتجمعك بالناس وهم أحوج ما يكونون إليك فإذا خدمتهم كما يجب كانوا أحب الناس لك وأكثرهم تقديرا وامتنانا لشخصك. أما المواقف فكثيرة لعل أطرفها عندما تعلق في إنجاز معاملة أو تعجز في متابعة قضية وفي أحلك المواقف يظهر لك شخص كالملاك يأخذ بيدك وينهي لك كل شيء كأنك في حلم وعندما تتقدم لشكره يفاجئك بابتسامة قائلا: لقد عالجتني أو عالجت والدي فتتمتم في نفسك: كيف لي أن أتذكرك من بين آلاف المرضى وعبر عشرات السنين». وتتكون أسرة الدكتور محمد من زوجته وأربعة أبناء وابنتين حيث يفضل قضاء وقته دائما معهم.