يشهد أكثر من ثلاثة ملايين حاج على ثرى عرفات يوم المباهاة المهيب بوقوفهم متضرعين إلى الله في مشهد إيماني، ووحدة صف ترقبهم عيون ما يزيد عن 35 ألف رجل أمن من مختلف القطاعات الأمنية، وترصد نبضهم من سماء عرفات عشر طائرات عمودية في رحلات متناوبة بين أجهزة الدفاع المدني والهلال الأحمر والقوات المسلحة. وتستنفر الجهات الأمنية المعنية بتنظيم الحشود البشرية طاقاتها لإدارة الكتل البشرية في مسجد نمرة وجبل الرحمة المتوقع أن تمر في زحام شديد مما دفع بالجهات المنظمة لاتخاذ خطط احترازية اتخذتها قوات الطوارئ الخاصة والدفاع المدني لمنع أي تدافع، أو تزاحم. وفي جولة ل «عكاظ» في عرفات أمس، انتشر رجال الأمن على الطرقات استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن اليوم، في الوقت الذي حذر فيه قائد ركن الحماية المدنية في قوة الدفاع المدني في عرفات المقدم خالد بن مخلد الرويس من مخاطر تزاحم وتدافع الحجاج في يوم عرفة رغبة في صعود جبل الرحمة، مشددا على ضرورة تكثيف برامج التوعية عبر شركات الحج ومؤسسات الطوافة لتصحيح الاعتقاد الخاطئ لدى شرائح كبيرة من الحجاج بعدم اكتمال مناسك حجهم إلا بالصعود للجبل لما في ذلك من مخاطر تهدد أمن وسلامة ضيوف الرحمن في يوم الحج الأكبر. وقال ل «عكاظ» المقدم الرويس إن ركن الحماية المدنية في عرفة يعمل كجزء من منظومة قيادة قوات الدفاع المدني في المشعر، للتنسيق وتوحيد جهود كافة الأجهزة الحكومية المعنية بتنفيذ تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ، وتنفيذ عمليات الإخلاء الطبي للمتضررين، وتقديم مساعدات الإغاثة للمتضررين، وحشد الآليات والتجهيزات الخاصة بالدعم والإسناد الإداري في عرفة. وبين قائد ركن الحماية المدنية أن وحدات وفرق الحماية المدنية أجرت مسحا كاملا للمنطقة، وتحديد المخاطر الافتراضية في المناطق الجبلية، ووضع خريطة للمواقع والمربعات المعرضة لمخاطر السيول، وتفقد كافة شبكات تصريف مياه الأمطار، وكافة الاستعدادات للتعامل مع حوادث المواد الخطرة في يوم عرفة، والتنسيق مع ركن الإطفاء والإنقاذ لتغطية كامل المشعر بالوحدات والفرق الميدانية المتخصصة. وأضاف «كما سيتم تدعيم عشرة فرق إنقاذ إضافية، ويتم التنسيق لعقد اللجان الفورية لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، والبالغ عددها لجنتين في منطقة عرفة، ورصد المواقع الأكثر خطورة في حالات تساقط الأمطار الغزيرة أثناء وقوف الحجاج في عرفة». بالإضافة إلى نشر عشرة فرق للإنقاذ المائي المجهزة بالقوارب وأكثر من 31 سيارة لأعمال الإنقاذ كدعم من قوة الدفاع في منطقة منى.