استعادت الأجهزة الأمنية في جدة مبلغ 300 ألف ريال سرقت من مكينة صرافة نقدية في حي الشرفية وسط جدة الأسبوع الماضي، إثر إسقاط الجاني بعد متابعة أمنية استمرت ل 48 ساعة، قبل إيقاعه ومصادرة الأموال التي كانت بحوزته. وأكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي المكلف لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق استعادة ما يقارب 300 ألف ريال من الجاني، موضحا أن الأخير اعترف بجرمه في التحقيق في شرطة الشرفية. وبدأت الجهات الأمنية في مطاردة الجاني عقب تلقيها بلاغا من شركة خاصة بنقل الأموال وتغذية الصرافات النقدية بالأموال بعد تفاجؤ الأخيرة بنقص مبلغ 300 ألف ريال من مكينة الصرافة. وباشرت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة الشرفية التحقيق في القضية، واستدعت خبراء الأدلة الجنائية؛ بهدف معاينة المكينة التي أشير إلى اختفاء الأموال منها. ودقق رجال الأدلة الجنائية على مدار ثلاث ساعات في مكينة الصرافة، ولم يتم العثور على مؤشرات تؤكد تعرضها للتخريب أو العنف في فتحها من الباب الخلفي لها. كما لم يتم العبث بواجهة المكينة، وهو ما أكد بأن المبلغ تمت سرقته من الباب الخلفي الذي يتم فتحه عن طريق مفتاح خاص لا تملكه إلا الشركة المغذية أو الموظفون لديها المخولون بمتابعة أجهزة الصرافة. واكتشفت التحقيقات في مركز شرطة الشرفية عن تغير موقع الكاميرا الخاصة بمراقبة المدخل الخلفي مما منع من التقاط صورة الجاني، بيد أن ذلك وضع بعض المؤشرات له، كان من أبرزها علاقته بالجوانب الفنية الخاصة بأجهزة الصرافة مما يؤكد بأنه أحد العاملين في المجال، لذا تم استدعاء بعض مسؤولي الشركة الذين أكدوا أن الجهاز تم تغذيته قبل تنفيذ السرقة بيومين، وتم إحضار كشوفات العاملين على ذلك، وبالتحقيق معهم أكدوا عدم علاقتهم بالحادثة. واستمرت أعمال التحقيق في السرقة على مدار الساعة بمتابعة من اللواء علي الغامدي مدير شرطة جدة، ومساعده للأمن الجنائي، وبقيادة مدير مركز شرطة الشرفية، حيث نجح الفريق الأمني في مراجعة كافة سجلات العاملين في الشركة ممن لهم علاقة بتغذية الصرافات والمشرفين عليهم، ومن باستطاعته الحصول على المفاتيح. فيما تفرغ فريق آخر من شرطة الشرفية لمراجعة الأشخاص المخولين لهم فتح المكائن، وتم رصد تواجد أحد الموظفين ممن ليست لهم علاقة بتلك العملية، وتم التأكد من تواجده بقرب الصراف قبل وقوع السرقة. واستدعى رجال الأمن الموظف بهدف التحقيق معه، إذ لاحظوا خلال سير التحقيقات ارتباكه ومحاولته إثبات تواجده مع آخرين، وعدم علاقته بسرقة ال300 ألف ريال، رغم أن المحققين لم يتطرقوا إلى تلك السرقة أو الأموال المسروقة، عندها تم رصد ذلك النفي، وتوجيه الاتهام إليه، وطرح الفريق الأمني كافة الملاحظات لديهم على الجاني.. عندها سقط، واعترف بأن الظروف أجبرته على السرقة. وأضاف الجاني في اعترافاته أنه تصرف في مبلغ بسيط لا يتجاوز 15 ألف ريال، وتبقى لديه ما يقارب 285 ألف ريال تم تحرزه، وإعادتها للشركة.