بدأ مشعر منى قبل يوم من وصول نحو ثلاثة ملايين حاج وعلى ارتفاع 2500 قدم كلوحة بانورامية يكسوها البياض مزجت بخطوط سكك قطار المشاعر، فمنشأة الجمرات تحولت إلى أكبر خيمة تحتضن الحجاج لتسهل عليهم أداء الفريضة. ورصدت جولة «عكاظ» بين عرفات ومنى من الجو على متن طائرات القوات الجوية العمودية قطار المشاعر يسابق الزمن ويطوي المسافات في ساعات، ليسير مبتهجا من محطاته الأولى في عرفات ليمضي قدما نحو محطاته في مزدلفة ليكبح جماحه بموازاة الدور الخامس لجسر الجمرات حيث محطة التوقف الأخيرة في منى. واكتست المحطات العملاقة التي يخترقها القطار تباعا بنموذج الخيام الذي أصبح بصمة مسجلة باسم المشاعر المقدسة، وبين محطة وأخرى تتوزع السلالم المخصصة للصعود والنزول والمصاعد الكهربائية كنموذج لفن التصاميم وتناسقه مع هذه المحطات. وقبل أن تعود الطائرة لمدرجها في مطار بعرفات حلقت فوق جبل النور الذي بات مزارا للحجاج القادمين من الخارج، فما مشهدهم وهم يسيرون من أسفل الجبل إلى أعلاه البعيد إلا دليل على مكانة هذا الجبل. وحول مشاركة القوات الجوية لموسم حج هذا العام، وقف قائد قاعدة الملك فهد الجوية في القطاع الغربي اللواء الركن فياض بن حامد الرويلي على آخر الاستعدادات في مطار عرفات الذي تنطلق منه الطائرات العمودية التابعة للقاعدة الملك فهد الجوية، مطلعا على جاهزية الأطقم الجوية المشاركة، غرفة العمليات، وبرج المراقبة. وعن دور القوات الجوية في الحج، يقول ل «عكاظ» قائد مجموعة الطائرات العمودية المشاركة في مهمة حج هذا العام المقدم طيار ركن حماد بن ضاوي العصيمي إن قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف تشارك بعدد من الطائرات العمودية في مهمة حج هذا العام لمساندة وزارة الداخلية وقطاعات الأمن في مراقبة تحرك الحجاج بين المشاعر المقدسة والجهات الأخرى المعنية بخدمة الحجاج. ويضيف العصيمي أن طائرات القاعدة تنفذ طلعات جوية على مدار الساعة كمراقبة جوية ورصد بكاميرات مثبتة على الطائرات لنقل الصورة الحية من على ارتفاعات عالية، وتطرق قائد مجموعة الطائرات إلى أن مهام الطائرات تكمن في مراقبة منافذ مكةالمكرمة لرصد المتسللين والكثافة المرورية ونقل البلاغات لاسلكيا إلى مركز العمليات.