نجح أول اختبار لقطار المشاعر المقدسة الذي نقل في الساعات الأولى من فجر الاثنين 15-11-2010 عدداً من الحجاج من منى إلى عرفة. هذا ومن المقرر أن ينفذ القطار أكثر من رحلة صباحية، بحسب ما ذكره موقع (العربية.نت). ومن المنتظر أن يدخل الفارس الجديد "قطار المشاعر" غمار التحدي الحقيقي في نقل آلاف الحجاج إلى صعيد عرفات، حيث بدأ أول رحلاته بنقل ثلاثة آلاف حاج عبر طريق (منى - مزدلفة - عرفات) مروراً بجسر الجمرات من المسار الأول عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 حاج. ومن المقرر أن يربط القطار بين عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في حركة ترددية آلية بدون سائق، وقدرة استيعابية عالية يتوقع تجاوزها سقف 100 ألف حاج من جموع الحجيج لمواجهة الطلب على النقل خصوصا في وقت النفرة من عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى في مراحل تالية. ووفقا للناطق الإعلامي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي فقد أنشئ مشروع القطار على طريق الملك عبدالعزيز وهو يخدم الحجاج الذين يقيمون قرب هذا الطريق"، مضيفا: "هناك الكثير من المتطلبات ذات العلاقة بسلامة مستخدمي القطار روعيت في التصاميم، إذ شارك رجال الأمن في تحديد متطلبات الأمن والسلامة، إضافة إلى نظام المراقبة المتكامل داخل القطار وخارجه و في محطاته". من جانبها خصصت قيادة الدفاع المدني لحج هذا العام تسع وحدات متخصصة للحفاظ على سلامة الحجاج مستخدمي قطار المشاعر. وأوضح مدير فرق التشغيل والتدريب في قطار المشاعر العقيد الدكتور خالد الضلعان أن هناك وحدة للتدخل السريع للتعامل مع حوادث تسرب المواد الكيميائية للقيام بأعمال الرصد والتطهير على طول مسار القطار من عرفة ومزدلفة ومنى. وأضاف أن الدفاع المدني شارك في جميع مراحل تنفيذ مشروع قطار المشاعر، فيما يتعلق بمتطلبات السلامة العامة في المحطات ومناطق التخزين والصيانة. ومن المعروف أن قطار المشاعر يعمل الآن بثلث طاقته الاستيعابية وبالتالي فمن المتوقع أن ينقل في حج هذا العام 1431ه 175 ألف حاج من الحجاج (المستهدفين) أي بنسبة 35% بينما سيعمل في العام القادم بكامل طاقته الاستيعابية. تنظيم دقيق وتساؤلات هذا فيما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن قائد مركز القيادة والسيطرة اللواء محمد صالح الشهري أنه تم في هذا العام إيجاد 109 كاميرا لمراقبة محطات قطار المشاعر وقياس حركة الحشود البشرية. يذكر أن القطار خصص في مرحلته هذا العام والتي تعد تجريبية فقط لنقل حجاج الداخل والخليجيين، وردا على ملاحظات حول ذلك أكد المسؤولون السعوديون أن قصر استخدام القطار على حجاج الداخل في هذه الفترة يرجع الي كونه مايزال في طور التجريب، ولم يكتمل بعد بدرجة تؤهله لتحمل الكثافة العالية لأعداد الحجاج وكذلك أنه سيخدم بالدرجة الأولى المواقع المخصصة قبل إنشائه وأغلبها لحجاج الداخل. واعتبر الدكتور عثمان قزاز، المسؤول البارز بمعهد أبحاث الحج الذي خرج منه مشروع القطار، أن ذلك يعد "تنظيما، وليس نوعا من التمييز". من ناحية أخرى حددت السلطات السعودية أسعار التذاكر ب 250 ريالا (ما يقرب من67 دولارا) لتذكرة قطار المشاعر لحجاج الداخل ودول الخليج، وهذا السعر يمكن الحاج من التنقل في القطار خلال كامل موسم الحج. وفيما قال وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين إن فئات الحجاج المستهدفة بالنقل عبر قطار المشاعر هم: حجاج الداخل، وحجاج دول الخليج العربي، وحجاج البر، وبعض الفئات النظامية الأخرى التابعة للمؤسسات خلال أيام التشريق. نقلت صحيفة الرياض عن عبد القادر الجبرتي، رئيس لجنة الحج بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، قوله إن هناك أيضا تذاكر بمئة ريال سعودي أيضا تمكن حجاج الخارج من الاستفادة من خدمات القطار خلال أربعة أيام، اعتبارا من يوم عيد الأضحى، وسوف يستفيد الحجاج في التنقل لرمي الجمرات وسيكون نقلهم من أقصى مزدلفة إلى أول منى. ملاحظات واحتياطات وبرغم التأكيدات الكبيرة على توفر كافة ضوابط السلامة إلا أن العقيد الدكتور خالد الضلعان مدير فرق التشغيل والتدريب في قطار المشاعر أشار أن أعمال رصد المخاطر المرتبطة بقطار المشاعر، حددت 10 مخاطر رئيسية في حج هذا العام بعضها بسبب عدم اكتمال جاهزية القطار من أنظمة التحكم الآلي، بالإضافة إلى مخاطر الحريق على متن القطار أو أعطال الخطوط الكهربائية التي تغذيه، وتشمل قائمة المخاطر، الحرائق في المستودعات ومراكز الصيانة، ومخاطر السيول والتي قد تتسبب في انحراف القطار عن مساره. مشيرا إلى قيادة الدفاع المدني لحج هذا العام خصصت تسع وحدات متخصصة للحفاظ على سلامة الحجاج مستخدمي قطار المشاعر. وتأمل السلطات السعودية أن يساهم هذا المشروع عند اكتماله في العام المقبل في التخفيف من حركة السير والازدحام في الطرقات وضمان تدفق انسيابي للحجاج بين مشعر وآخر. القطار يأتي ضمن سلسلة إصلاحات ضخمة قامت وتقوم بها الحكومة السعودية لتسهيل الخدمات لضيوف الرحمن، ويهدف لفك الاختناقات التي كان لها دور واضح في العديد من الحوادث التي حصلت في سنوات ماضية، حيث ينظم لتفكيك جسر الجمرات وإعادة بنائه حيث بات اليوم مكوناً من خمسة طوابق كما زودت منطقة محيط الجسر بمهبط للطائرات المروحية لتسهيل نقل المصابين في حال وقوع طوارئ. ولا يبدو أن الحكومة السعودية تسعى لتحقيق مكاسب من وراء القطار فهي ماضية في استكماله بالرغم من إعلان الشركة الصينية المنفذة للمشروع مؤخرا أنها تتوقع خسارة نحو 4.15 مليار يوان (623.3 مليون دولار) في خط قطار المشاعر المقدسة، وهو ما يفوق تقديرات الشركة، إلا أنها أوضحت أن الخسائر مؤقتة وأنها تتوقع تحقيق مكاسب في نهاية المشروع، مضيفة أنها تجري محادثات مع السعودية بشأن تعويضات محتملة عن الأضرار والخسائر.