جمع الصلاة في مزدلفة يتساءل العديد من الحجاج حول حكم تأديتهم صلاتي المغرب والعشاء قبل الوصول إلى مزدلفة، وهل يجوز لهم الجمع بين الصلاتين قبل الوصول إلى مزدلفة أم أن الواجب أداؤهما جمعا عند الوصول إلى مزدلفة. «عكاظ» تساءلت واستقصت آراء العلماء عن جواز جمع صلاتي المغرب والعشاء قبل الوصول إلى مزدلفة في سياق السطور التالية: من واجبات الحج الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله): المبيت بمزدلفة من واجبات الحج، اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد بات بها (صلى الله عليه وسلم) وصلى الفجر فيها وأقام حتى أسفر جدا، وقال «خذوا عني مناسككم»، ولا يعتبر الحاج قد أدى هذا الواجب إذا صلى المغرب والعشاء فيها جمعا ثم انصرف؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يرخص إلا للضعفة آخر الليل. جمع تأخير الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (رحمه الله): كانوا ينصرفون من عرفة بعدما تغرب الشمس والطريق بعيد بين عرفة الذي هو من جبل الرحمة إلى المشعر الحرام ويسمى قزح الجبل المنبسط الذي عليه المسجد، ويسمى المشعر وهو الذي نزل حوله النبي (صلى الله عليه وسلم). سيرهم ما دام أنه سير بعنق يعني: انبساط سير بدون إسراع، لا شك أنه يستدعي مدة، فلذلك لم يصل إلا وقد دخل العشاء، يمكن أنه قطع المسافة في ساعتين أو ساعتين ونصف فوصل إليها وقد دخل وقت العشاء فصلاها؛ صلى العشاءين فيها، المغرب والعشاء جمع تأخير. فالسنة ألا يصليها، لا يصلي المغرب حتى يصل إلى مزدلفة فلو صلاها في الطريق أو في عرفة أجزأته، ولكنه ترك السنة، ولعل الحكمة أنه (صلى الله عليه وسلم) رفق بأصحابه وأراد أن يريحوا أنفسهم بعد طول الوقوف، أن ينزلوا نزلة واحدة فيصلوا حين النزول، ثم بعد ذلك يأكلوا أكلهم ثم يناموا، وهكذا فعل (صلى الله عليه وسلم)، فإنه ساعة وصوله بدأ بالصلاة جمع تأخير، ثم تعشى وأصحابه الذين معه ثم ناموا وصلوا الفجر في ذلك اليوم صبح يوم النحر، صلاه مبكرا، ثم واصل الوقوف عند المشعر إلى أن أسفر ثم دفع. والحاصل أنه يسن ألا يصلي حتى يصل إلى مزدلفة، متى وصلها بدأ بالصلاة، هذه هي السنة، لا يبدأ بغير الصلاة. وأما ما يفعله بعض الجهلة من البدء بلقط الحصى فلا أصل له. نشاهد كثيرا من ركاب المطوفين في الحافلات ساعة نزولهم ينبثون يلتقطون الحصى، ولا أصل لذلك، لم يثبت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) التقط إلا سبع حصيات بعدما ركب، بعدما ركب ناقته وعزم على التوجه إلى منى قال للفضل بن عباس فأما التقاط الجميع فلا حاجة إليه، وأما تقديمه قبل الصلاة فلا يجوز، بل الصلاة يبدأ بها، ثم لو قدر أنه خشي أن يفوته الوقت فلا بد أن يصلي في أي مكان يتسنى له، ولو وصل في أول الوقت صلاها عند وصوله.