مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت، يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الثاني من الميلاد، وكانت منازل لحمير حضرموت وكندة، أهملت تاريخيا من القرن السادس حتى القرن ال11 للميلاد، ثم بدأت العودة إلى الظهور كقرية ذات شأن عام 442 ه (1150م)، وسكانها عرب قحطانيون وعدنانيون، وأغلبهم ينتمون إلى قبيلة كندة. وتشمل الرقعة المعمور في سيئون حتى القرن العاشر الهجري ميلا واحدا فقط، أما الآن فاتسع فيها العمران، واتصل البنيان فيها إلى مدينتي تريس ومريمة، فأصبحتا من أحيائها. ظهرت في الفترة الإسلامية كقرية في عهد الخلفاء الراشدين، وكانت تتبع إداريا مدينة تريم، وظل الأمر كذلك في عهد الدولة الأموية. وفي عام 129ه تحولت إداريا إلى مدينة شبام، وفي القرن ال12 الهجري تغلبت يافع على مدن حضرموت، واستولى آل كثير على سيئون فقامت فيها الدولة الكثيرية، وأصبحت عاصمة لها عام 1273ه. تطورت المدينة إثر اتخاذها عاصمة للسلطنة الكثيرية في عهد السلطان بدر أبي طويرق 922 ه (977ه)، وفي القرن ال14 الهجري بني فيها جامع سيئون ليستوعب ذلك التطور. وللمدينة معالم قديمة أبرزها؛ قارة العر، وحصن الفلس. وبنى فيها أبي طويرق سورا يمتد من السحيل إلى ما بعد الحصن الدويل فينعطف حتى يكون أمام المقبرة الحالية فيتجه غربا حتى الجبل القبلي، وكانت البوابة القديمة (يطلق عليها باللهجة الحضرمية السدة) في موضع المقهى حاليا، وظل إلى عام 1347 ه. أما التعريف الجغرافي لمدينة سيئون، فإن مساحتها نحو 804 كيلو مترات مربعة، وتقع في الجزء الأوسط من وادي حضرموت على خط طول 48.46 درجة شرق جرينتش، وخط عرض 15.57 درجة شمال خط الاستواء، ويحدها من الجنوب مديريتا تريم وساه، ومن الشمال مديريتا تريم والقف، ومن الشرق مديرية تريم، ومن الغرب مديرية شبام.