نفى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري نية الوزارة توحيد خطب الجمعة، وقال «ليس لدى الوزارة أي توجه لتوحيد الخطب»، مستدركا أن هناك توحيدا للخطب بطريقة غير مباشرة مثل الإيعاز للخطباء في المناسبات أو النوازال دون إلزامهم بخطبة موحدة وإنما ترسل لهم الفكرة وبعض العناصر المعينة على صناعة الخطبة بشكل جيد. وهو ما أكده رئيس لجنة تقييم الأئمة والخطباء في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض الدكتور عزام الشويعر، مفيدا أن معاقبة الائمة المخالفين مبنية على نوع التوجيه للخطباء بمدى التزامهم بالموضوع الذي وجهوا بالحديث به، فهناك أوامر مهمة قد يعاقب عليها الأئمة في حال عدم التزامهم، ورأى الشويعر أن توحيد خطبة الجمعة في المملكة أمر صعب وشاق في بلد مترامي الأطراف، مشيرا إلى أن مايصلح أن يطبق في دول أخرى أصغر لا ينفع تطبيقه في المملكة. ولفت الشويعر إلى وجود شروط مشددة جدا يخضع لها الخطيب المتقدم فلابد أن يجتاز المقابلة الشخصية والاختبارات التحريرية وهناك شروط قاسية لابد أن توجد، من ضمنها أن يكون مهيأ من الناحية الشرعية والأخلاقية والسلوكية، وأن الموافقة على تعيين الخطيب قد تصل إلى ستة أشهر، مفيدا أن الخطباء في المملكة مؤهلون وعلى مستوى علمي وشرعي عال. وحول شكاوى الناس من تدني مستوى خطب الجمعة وعدم مراعاتها لهمومهم ومشاكلهم قال الشويعر «إرضاء الناس غاية لاتدرك كما أن الخطيب قد لايطور نفسه وأدواته»، مبينا أن الوزارة قامت بعلاج هذه المشكلة بعمل دورات مكثفة لتأهيل الخطباء والرفع من قدراتهم ومن يثبت ضعفه في أركان الخطبة مثل الكلام والإلقاء وإعداد الخطبة وأهمية الفكرة التي تحتويها فإنه يبعد عن الخطابة وبالفعل فقد أبعدنا مجموعة من الخطباء بسبب الإلقاء أو بسبب عدم تطوير أدواتهم، مفيدا أن أعداد المبعدين قليلة جدا ولا تتجاوز العشرات. وأشار الشويعر إلى أن بعض الخطباء المبعدين عاد وخضع لدورات في مراكز عدة وطور نفسه وتمت إعادته مجددا بعد اجتيازه لاختبارات الوزارة المشددة، وأفاد الشويعر إلى أن بعض الخطباء قد يتم اختيارهم ويجتازون الاختبار لكن قد يصابون بعدها بأمراض مثل الصعوبة في النطق أو غيرها مما يؤثر على أدائهم فيبعد مثل هولاء ويستبدلون بخطباء أكثر قدرة على أداء هذه المهمة، وبين أن هناك خللا بسيطا في أداء بعض الخطباء نظرا لكبر مساحة المملكة وكثرة عدد الخطباء واختلاف قدراتهم الفكرية والعقلية والشرعية، مستدركا لكنهم في المجمل لديهم تأهيل شرعي قوي وقادرون على صياغة خطب جمعة مقبولة، مشددا على أن نسبة الضعف في الخطباء بسيطة وضعيفة. وأوضح الشويعر أن سلبيات الخطبة الموحدة أكثر من إيجابيتها ومنها عدم تفاعل الخطيب معها، مشيرا إلى أهمية اختيار الخطيب لموضع خطبته، وأشارالشويعر إلى أن الخطبة الموحدة قد تتسرب في الإنترنت قبل إلقائها في المساجد مما يفقدها قيمتها وأهميتها وتفاعل الناس معها.