عد أستاذ الفقه في جامعة أم القرى الدكتور محمد بن سعد العصيمي تسجيل المكالمات لاستدراج الأشخاص نميمة وغيبة حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها عندما مر بقبرين فقال «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، بلى إنه لكبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة»، وقوله صلى الله عليه وسلم «أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه». ورأى العصيمي أن التسجيل للاستدراج فعل شنيع وذنب كبير يتضرر به مسلمون، إذ جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة» والحديث الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار»، موضحا أن من فعل ذلك فهو متوعد بعذاب الله وعقابه. وشدد أستاذ الفقه على أنه لا يجوز لمسلم استجرار إخوانه المسلمين لإيقاعهم في الإثم؛ لأن المعين كالفاعل، مضيفا أن التحريم جاء به قول الله تعالى «وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلكم»، وموضحا أن الله تعالى نزل الحاضر في مجلس المنكر كالفاعل، فالمعين من باب أولى كالفاعل، قائلا «هذا الصنيع لا يليق بمسلم شرعا ولا عرفا وهو من خوارم المروءة والمحرمات». وزاد «لا يفعل المسلم ما يأثم عليه في الدنيا والآخرة ويكون عليه وزره ووزر من عمل به لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة». ولاحظ العصيمي المسألة من الناحية القضائية أنها قرائن لا يؤخذ بها ولا يثبت بها شيء عند القاضي لكونها مبنية على باطل وما بني على باطل فهو باطل، موضحا «لسهولة الدبلجة في المكالمات بحيث تؤخذ الأحرف الهجائية بصوت ذلك الشخص ثم تدبلج عليه عبر الأجهزة، وإنما يستوجب حينئذ إقرار المتهم بما صدر منه».