«لا للكسل» شعار رفعه عدد من الشباب صغار السن في محافظة بريدة في منطقة القصيم، خلال مهرجان التمور السنوي، الذي يقصده يوميا نحو 2500 تاجر ومزارع ودلال وممول وناقل. فهناك من وجد لنفسه وظيفة أو فرصة عمل يومية عبر رصد كميات التمور وعدد السيارات الداخلة للسوق، أو في العمل كمساعدين للدلالين في كتابة العقود واستلام المبالغ المالية وإيداعها والمساعدة في تنظيم المزايدات، وهناك من استخدم سيارته الخاصة في نقل التمور من السوق أو التكسب بتقديم خدمات توفير احتياجات الباعة وصولا إلى استخدام عربات الدفع اليدوية في حمل مشتريات الزبائن. وأوضح القائمون على المهرجان، الذي يمتد إلى ما يقارب الشهرين، ويصل إلى ذروته في رمضان، أن المهرجان يوفر نحو ثلاثة آلاف فرصة عمل في السوق، وفي المزارع، وحتى في مجال الأعمال المساندة، خصوصا أن متوسط البيع اليومي جاوز ال25 مليون ريال في انطلاقته الأولى. عدد من الشباب الطموح في بريدة اتخذوا من سوق التمور بوابة عملية لدخولهم سوق العمل، وتحسين أوضاعهم المالية أثناء الإجازة السنوية، فانخرطوا في العمل داخل السوق، على مختلف الأصعدة لعل هذا المجال يمنحهم في النهاية شهادة خبرة تساعدهم في القادم من أيامهم، خصوصا أنهم رفضوا الخلود إلى النوم كأقرانهم الصغار. وقال أحمد، وهو شاب صغير، أعمل على ناقلة يدوية أنقل بها التمور لسيارات المشترين، مقابل خمسة ريالات، ويضيف: «البعض يكون كريما ويدفع أكثر وتصل يوميتي أحيانا إلى 150 ريالا على فترتين». وذكر صالح، وهو طالب في الثانوي، أن نظام البيع والشراء في سوق التمور في بريدة يسير على فترتين، صباحية تبدأ بعد صلاة الفجر وحتى العصر، فيما تمتد الفترة الثانية من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل، وقال: «عملنا لا يتقيد بوقت محدد، فتجدنا تارة فجرا أو تارة أخرى عصرا». بينما أبان إبراهيم أنه لازم العام الماضي أحد كبار الدلالين وتعلم منه الكثير، وهذا العام حاول تصيد الفرص من خلال شراء كميات صغيرة من التمور وبيعها بعد فرزها، وهي عملية مربحة للغاية، على حد قوله. ويقول خالد «نرصد مع الدلال عملية البيع والكميات وندون ذلك في دفتر بشكل يومي، ونحتاج من إدارة السوق تشجيعا أكبر من خلال تدوين رسمي للعاملين وساعات عملهم ومن ثم إصدار شهادات خبرة تفيد مستقبلهم العملي وتكن محفزا لهم في تتبع مثل هذه الفرص».