اللصوص درجات أيضا.. فمنهم من يسرق الأراضي بموجب ذرائع شتى، ومنهم من يعلن عن مساهمات عقارية لجمع أموال الحالمين بالثراء بزعم تنمية أموالهم في تلك المساهمات ثم يختفي المكتب ومن فيه من القائمين على المساهمة، وتصبح حقوق المساهمين المتضررين قضية تلاك في المحاكم والدوائر المختصة بلا حلول عدة عقود من الزمن، والأمثلة والشواهد على ذلك عديدة، ومنهم الذين يعتدون على الأوقاف من عمائر ومساجد ومزارع وعيون وآبار، فيحولون الوقف إلى ملك، ظالمين بذلك الواقف الذين رحل إلى جوار ربه منذ عشرات السنين والأحياء المستحقين حسب شرط الواقف لثمرات الوقف جيلا بعد جيل، وقد يكون ناظر الوقف نفسه ضالعا في إضاعته للأسف الشديد، ومنهم الذين يسطون على أموال الآخرين بطرق مختلفة مثل السرقة أو النشل أو أكل الحقوق عن طرق الإدعاء وشهود الزور واللحن بالحجة، إلى غير ذلك من وسائل اللصوص وأعمال اللصوصية المعروفة لدى معظم قراء هذه السطور، ولكن ما دعاني إلى ذكر هذه الصور المتعددة من أعمال اللصوصية خبر ظريف نشر عن شركة وهمية ادعت أنها تعمل في مجال نقل الأثاث بأرخص الأسعار، فجاءها عدد من الأهالي وسلموها عفش منازلهم المشتملة على الأجهزة الكهربائية والفرش والأثاث المنزلي، ووقعوا عقودا معها لتوصيل ذلك العفش إلى جهات متعددة نقلوا مساكنهم إليها، ولكن الشركة الوهمية «ميعت» ما أخذته واختفى عمالها ومقرها المزعوم في المنطقة الشرقية، فيما أخذ الذين سلموها عفشهم يواصلون الاتصال بمقر الشركة ولكن لا أحد يرد عليهم، وكان منهم مواطن قرر نقل أثاث منزله من الشرقية إلى الطائف وهو عفش كلفه خمسة وأربعين ألف ريال، ولكن «أبطال الننجا» ميعوه وتجاهلوا جميع اتصالات صاحبه الذي أدرك بعد فوات الأوان أنه ضحية لشركة وهمية، أما أحد المقيمين فقد سلم الشركة أثاث داره ودفع مبلغ خمسة آلاف ريال مقابل إيصال الأثاث إلى سوريا «وشفيق سف الدقيق»، ولما تعالت الشكاوى تم استدعاء مالك الشركة الوهمية للتحقيق معه حول ما قام به عمال الشركة المسجلة باسمه ولم يزل المتضررون في انتظار النتائج، وهكذا لم يبقِ اللصوص على شيء يمكن سرقته إلا سرقوه، مستخدمين في ذلك العديد من الحيل والألاعيب، يشجعهم على ذلك أن المسروقات من مكيفات وأثاث ونحوها تجد من يشتريها، أما السراق الآخرون فليسوا أقل لؤما منهم.. فلا نامت أعين الجبناء!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة