رأس الاجتماع السنوي الثاني للمحافظين ومسؤولي إمارة المنطقة.. أمير الرياض: القيادة حريصة على خدمة المواطن والمقيم واستمرار مسيرة التنمية    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    الزمالك يسقط في برج العرب ويواجه أول هزيمة في الدوري    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    اقتصاد سعودي قوي    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الأوركسترا السعودية    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    «وسم حائل».. فعاليات متنوعة وتشكيلات فنية    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    ارتباط وثيق بين السكري والصحة النفسية    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    إسرائيل تستهدف قياديًا في «حزب الله»    بوتين: الحرب في أوكرانيا اتخذت "طابعًا عالميًا"    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    قوة المملكة الاقتصادية ورفع التصنيف    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    جمعية تآلف تحتفل باليوم العالمي للطفل بفعاليات ترفيهية وبرامج توعوية    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    اختتام المؤتمر العربي لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    ضبط شخص في عسير لترويجه الحشيش عبر مواقع التواصل    تعليق الدراسة الحضورية غدًا بمدارس محايل عسير ورجال ألمع    بمبادرة سعودية.. الاحتفاء باليوم العالمي للتوائم الملتصقة    هل تعاقب دول غربية إسرائيل بحظر السلاح ؟    الطقس يهدد الولايات المتحدة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    تأثير الذكاء الصناعي .. دفعت العائلة فدية لكنهم اكتشفوا أن ابنتهم لم تختطف    1850 متدربا ومتدربة على المانجا في اليابان    الانسانية تحتضر    وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ريسرش إن موشن» .. السهم ينزف والمبيعات تصاب بالشلل
نائب رئيس بلاك بيري يجتمع بممثلي هيئة الاتصالات و STC وموبايلي وزين

واصل سهم شركة ريسرش إن موشن النزيف في تداولات الأسهم العالمية، فيما تعرضت أسعار بلاك بيري للهبوط الحاد والمبيعات للشلل في تعاملات السوق المحلية أمس. ويأتي تدهور أحوال الشركة الكندية على الرغم من أن مسألة إيقاف خدمات هذا النوع من بلاك بيري سيتم حلها بمرور الزمن، وفق معلومات رسمية من مصادر متطابقة.
وأوضحت المصادر ل «عكاظ» أن هيئة الاتصالات اشتركت في اجتماع عقده ممثلون عن الشركات السعودية مع نائب رئيس الشركة الكندية «ريسرش إن موشن» فريني باوا ومدير التسويق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خالد كفل.
ولم يتسن الحصول على نتائج الاجتماع حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، لكن المصادر أكدت أن قرار الإيقاف سيتم على الأرجح إلى أجل مسمى، مشددة على أن كافة خدمات بلاك بيري ستكون متاحة بحلول الربع الرابع من العام الحالي.
وتواجه الشركة الكندية ضغوطا قوية نتيجة مطالب العديد من الحكومات لإتاحة مفاتيح فك شفرة خدمات بلاك بيري التي تقرر إيقافها في العديد من الدول، ما أدى إلى تدهور سعر سهم الشركة في السوق المالية، إذ تراجع أمس 4.5 في المائة، إضافة إلى 2.78 في المائة، و1.25 في المائة يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، وهو ما وضع قيادات الشركة في حرج شديد مع المساهمين.
ومن شأن هذه الضغوط تسريع الوفاء بالشروط التي أملتها هيئة الاتصالات السعودية خلال فترة «قد لا تستغرق أكثر من شهرين».
وقال مسؤول في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أمس: إن السبب وراء قرار الحظر الذي سيطبق غدا على خدمات بلاك بيري يتمثل في خدمة التراسل الفوري «ماسينجر» بلاك بيري.

وأصاب الشلل سوق أجهزة بلاك بيري في المملكة أمس عقب قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بإيقاف خدمة بلاك بري اعتبارا من غد. وهوت مبيعات أجهزة بلاك بيري صباح أمس بشكل كبير، إذ عزف المواطنون والمقيمون وكذلك المتاجر عن شراء أجهزة جديدة أو مستعملة من البلاك بيري. وتراجعت الأسعار في الدمام أمس بنسبة 30 في المائة للأجهزة الجديدة و50 في المائة للمستعمل. وبلغ سعر الجهاز من نوع «تاتش» 2000 ريال، و1800 ريال للجهاز من نوع «بي بي بولد»، و1200 ريال للجهاز من نوع «كيرف». وفي جدة، كانت هناك حركة المبيعات صفرا، وكان هناك عرض من جانب حائزي أجهزة بلاك بيري على بيع الأجهزة المستعملة التي في حوزتهم دون وجود مشترين، وسجلت أسعار الجديد 1375 ريالا للجهاز الجديد من نوع بولد، و900 ريال للمستعمل، و1250 ريالا للجهاز الجديد من نوع كيرف و800 للمستعمل، و1750 ريالا لجهاز بي بي بولد الجديد مقابل 1400 ريال للمستعمل. وفي أسواق المجمعة، قال ل «عكاظ» عبدالله مبارك أحد المديرين في مؤسسة تعد من كبار موردي هذه الأجهزة في السوق السعودية: توقف شراء هذه الأجهزة تماما من قبل أصحاب المتاجر.
وأضاف: أن إيقاف الخدمة سيسبب خسائر للموردين في حال استمرار منع الخدمة. وأعرب عن أمله في أن تستجيب الشركة الكندية المصنعة للبلاك بيري والمحتكرة لخدمتها لمتطلبات هيئة الاتصالات.


تحقيق: عبدالله الداني
مستخدمو أجهزة بلاك بيري لأكثر من خمس ساعات يوميا سيعانون من اختلال في الأعصاب.
كان هذا عنوان خبر نشرته إحدى المجلات الطبية المتخصصة في دبي أخيرا، وجاء متزامنا مع منع الحكومة الألمانية ل «بلاك بيري» لمن هم دون 21 عاما.
وكشفت دراسة أن هذا الجهاز يتسبب في اختلال الأعصاب بسبب قلة التركيز والتأثير على الجهاز المناعي، وتجعل المستخدم لها ضعيفا مناعيا وكثير الإرهاق.
في حين أجريت دراسة أخرى في جامعة ميونيخ استهدفت ألفي شخص من ملاك «بلاك بيري» قبل وبعد امتلاكهم هذا الجهاز، وأثبتت علميا أن صغر حجم الهاتف واستخدامه لفترات طويلة تقلل عمل وظائف حدقية العين المتصلة بالأعصاب وتؤثر على الجهاز المناعي.
وفي غمرة إيقاف خدمة ماسينجر «بلاك بيري» في المملكة وعدد من الدول، طرحت «عكاظ» هذه القضية للنقاش من جوانب عدة وعرضتها على طاولة التشريح والتحليل العلمي.
أكد اختصاصيون اجتماعيون وأسريون أن هذه الخدمة تؤثر سلبا على النسيج المجتمعي لهذه البلاد، فيما اعتبر اختصاصيون نفسيون وأمنيون أن التقنية المستخدمة في الخدمة تؤدي إلى مشكلات نفسية عميقة أبرزها الاكتئاب والقلق والتوتر، كما أنها تتيح بيئة آمنة لمخترقي الأمن الوطني والمجتمعي وعصابات المخدرات لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية.
ومن حيث الشرع، فإن باحثا شرعيا وتربويا يرى أن هذه الخدمة أسهمت كثيرا في تسهيل العلاقات المحرمة والإضرار بالناس، مبينا أن ذلك مما نهى عنه الشرع المطهر في كتاب الله وسنة رسوله وقررته قواعد الشريعة .. فإلى التفاصيل:
خصوصية المجتمع
لاحظ أستاذ التربية الإسلامية المشارك في جامعة أم القرى الدكتور عدنان باحارث أن تقنية الاتصال المتفوقة بوسائلها المختلفة دخلت صلب حياتنا المعاصرة، لتشاركنا في عمق خصوصياتنا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بحيث يصعب أو يستحيل التخلي عنها، أو إقصائها أو حتى إهمالها.
وقال: على الرغم من الجدية والصرامة التي تعمل بها هذه الوسائل، وحجم الخدمة المتميزة التي تقدمها، فإن فئة من الناس تصر على استخدامها وسائل للمتعة والترفيه فحسب، وتحقق من خلالها تسلية وتمضية للوقت، وإلى هذا الحد تبقى الممارسة الإلكترونية مقبولة، إلا أنها تصبح أزمة أخلاقية حينما تتخطى استخدامات هذه الوسائل خطوط المجتمع الحمراء، لتصبح وسيلة استمتاع عاطفي، يشبع أحدهم نهمته الشهوانية من خلال اختراق الحواجز والبوابات إلى الموضوعات الممنوعة، والمواقع المشبوهة والساقطة.
وأفاد باحارث أن التقنية الإلكترونية وأجهزة بلاك بيري وغيرها، أمكنت من التواصل المباشر بين طرفين من خلال الكتابة والصوت والصورة، مشيرا إلى أنها أسهمت في إلغاء الخصوصية الشرعية التي ألزم بها الدين الإسلامي، «لا سيما إذا كان التواصل الممنوع بين الجنسين حينما لا تكون بينهم محرمية، تحت غطاء موهم من التعارف والتسلية والزواج ونحوها».
آثار سلبية
أما استشاري الصحة النفسية الدكتور محمد الحامد، عد تقنية ماسنجر «بلاك بيري» ضمن ضمن أكبر الأمور خطورة في التأثير السلبي على المستوى الاجتماعي؛ لأنه جهاز صغير يسهل حمله والتخفي به.
ورأى الحامد أن هذه الخدمة «تمثل فرصة كبيرة للذين يجيدون اللعب بمشاعر الآخرين ويمنحهم جرأة أكبر في تنفيذ مخططاتهم الخطيرة»، مشيرا إلى أن ذلك ينتج لدينا مجتمعا متفككا ومتحللا أخلاقيا.
واعتبر استشاري الصحة النفسية أن طاقات الشباب وغرائزهم الجنسية القوية تمثل هاجسا في زمن يعج بالتقنية والفضائيات، مشيرا إلى أن الحلول تكمن في تسهيل مشاريع الزواج بتقليص سنوات الدراسة وتوظيف الشباب مبكرا.
وتوقع الحامد أن الجيل المعاصر الذي جعل التقنية جزءا مهما من حياته «سيواجه أمراضا نفسية، إذ سيعاني من الرهاب الاجتماعي المنتشر لدينا»، لافتا إلى أن «ذلك ناتج عن اعتياد التواصل من خلف الشاشات، إذ يولد جيلا لايستطيع مواجهة الآخرين والتواصل المباشر».
وأكد استشاري الصحة النفسية أن العزلة التي يفضلها كثير من الفتيات والشباب جراء استخدام هذه التقنية تؤدي إلى الاضطراب والاكتئاب والقلق وزيادة عوامل القلق والتوتر، مفيدا أن ذلك يسهم لاحقا في تفكيك النسيج الاجتماعي والأسري في المجتمع، مشددا على أن تقنين استخدام هذه التقنية والاتزان فيها مطلوب.
أمر ملح
ويشير أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور خالد الرديعان إلى أن إيقاف خدمة ماسينجر «بلاك بيري» كان أمرا ملحا بسبب إساءة استخدامها من قبل بعض المستخدمين، إضافة إلى اقتحامها الخصوصية بشكل صارخ.
وبين الرديعان أن توفر هذه الخدمة في مجتمع محافظ اعتاد على الفصل بين الجنسين، يهدد هذه الثوابت التي جرى عليها المجتمع زمنا طويلا، مشيرا إلى أن وجود الهوة الثقافية في المجتمع أثناء ممارسة التقنية يحتم تقديم فرصة ليدرك الناس من خلالها أهمية التقنية والاستفادة منها بشكل إيجابي.
وأضاف: ما يحصل هذه الأيام عبث وتخلف وإساءة استخدام، فنحن غير ناضجين بدرجة كافية لاستخدام بعض التقنيات.
وجزم الرديعان أن «التقنية الحديثة وخاصة في مجال الاتصالات أحدثت تغييرا سيئا في الخارطة الاجتماعية بسبب الهوة الشاسعة بين استخدامنا للتقنية وقيمنا الاجتماعية، داعيا إلى تغيير هذه القيم حتى تواكب التغيرات التكنولوجية».
مشكلات تربوية
المستشار الأسري نزار رمضان أكد أن ل «بلاك بيري» مشكلات تربوية عديدة، مشيرا إلى أن الخدمات التي يقدمها الجهاز جعله «الأب البديل» للفتيات والشباب والأطفال بسبب إطالة الجلوس مع هذه الأجهزة.
ورأى رمضان أن «بلاك بيري» يبرهن أزمة تربوية حقيقية تتمثل في «التربية السوية في استخدام التقنيات الحديثة»، داعيا التربويين والعلماء إلى تنفيذ حملات توعوية للمجتمع في فقه التعامل مع التقنية، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في الناحية التربوية وليست في التقنية ذاتها، إضافة إلى افتقاد البعض إلى الرقابة الذاتية.
واعتبر المستشار الأسري أن مرور رسائل غير مرغوبة يؤدي إلى اختراق الخصوصية وفرض الفكرة، ما يهدد الأمن الفكري والثقافي والتربوي، موضحا أن «بلاك بيري» أدى إلى غياب التواصل الجسدي والبصري والفكري، إذ أصبح ذلك عبر آلة صماء تؤدي إلى مزيد من الفرقة الاجتماعية واغتيال التواصل النفسي والوجداني.
معالجة الخلل
ولم تؤيد الاستشارية الاجتماعية الدكتورة نورة الصويان مع أسلوب المنع والإيقاف لمعالجة الخلل، مفيدة أن «التساؤل يكمن في توظيف التقنيات الجديدة بشكل سلبي».
وأشارت الصويان إلى أن لكل شيء جانب سلبي وإيجابي، موضحة «إلا أنه للأسف كثيرا ما يوظف الجانب السلبي، مايستدعي إلى التركيز عليه لمعالجة الخلل».
وبينت الاستشارية الاجتماعية أن «المعرفة بالشيء وتحديد مسبباته والعوامل الدافعة له هي الخطوة السليمة للمعالجة» مفيدة أنه «لا نستطيع تناول تأثير أي أمر على الناحية الاجتماعية بدون دراسة ميدانية علمية وإحصائيات».
وأكدت الصويان أن استمرار هذه التقنية دون معالجة الخلل الذي تتضمنه «يسبب مزيدا من التفكك بين أفراد الأسرة والمجتمع ويزيد من غربة الأفراد لدى مجتمعهم على المدى البعيد، إذ سنلاحظ تأثير ذلك قريبا»، داعية إلى تحديد السلبيات والإيجابيات ودراسة الواقع بإشراك الشباب، واتخاذ قرار بإيقافه أو استمراره بناء على الدراسة.
الإضرار المحرم
الباحث الشرعي الدكتور خالد الشايع رأى أن استغلال خدمة «بلاك بيري» على نحو سيء أضر بكثير من الناس وخاصة المراهقات والمراهقين، مشيرا إلى أن تعاملهم مع هذه التقنية لا يصاحبه توعية وتثقيف حول ماينبغي تجاهها، إذ أنها دخلت إلى المجتمع دون مقدمات وتثقيف كاف.
وقال: شاهدنا بعض الرسائل الإعلامية الموجهة من قبل هيئة الاتصالات لكنها كانت محدودة، إضافة إلى أن صناعتها الإعلامية موصلة للرسالة كما ينبغي.
وأضاف: مع ذلك مازلنا نؤمل على المسؤولين في هيئة الاتصالات أن تكون لديهم اليقظة والاستعانة الكاملة بالخبراء في هذا المجال، واستطلاع آراء الفتيات والشباب ومدى تأثير هذه الخدمة عليهم وإسهامها في الارتقاء بالأمن الفكري والأخلاقي والوطني.
ولفت الشايع إلى أنه لايمكن التوصل إلى قرارات بالإيقاف أو السماح إلا بالدراسات المبنية على دراسات عميقة حصلت في بعض الدول، نظرت هذا الأمر واتخذت حياله ماينبغي من إجراءات نظامية.
ومن حيث الجانب الشرعي، فإن الشايع يرى أنه إذا ترتب على خدمات «بلاك بيري» ضرر على الناس في أخلاقهم ودينهم، فإن هذا التعامل يعد محرما ويجب أن يوقف أو يعاد تنظيمه بما يكفل منع الضرر، مستشهدا بقول الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لاضرر ولاضرار) والقاعدة الشرعية (الضرر يزال).
مسؤولية الوالدين
الباحث المتخصص في شؤون الأسرة والشباب عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور علي الشبيلي، برأ ساحة المجتمع من مسؤولية المشكلات التي تنجم عن استخدام تقنيات جهاز بلاك بيري، ملقيا باللائمة على الشركات التي تقدم الخدمة دون اختبار لمناسبتها لواقع المجتمع.
وحض الشبيلي الشركات المزودة للخدمات وهيئة الاتصالات على النظر في الآثار السلبية، محذرا من أن يكون الجانب المادي هو هدف الشركات، قائلا: «كان على هيئة الاتصالات النظر في آثار هذه البرمجيات قبل السماح بنزولها في الأسواق».
واستدعى الباحث في شؤون الشباب جهود الشركات الأجنبية في النظر في الجوانب السلبية والإيجابية قبل السماح لأي تقنية أو جهاز بالانتشار في الأسواق، مستشهدا بما تجريه شركة والت ديزني، عندما تستشير الأطباء النفسيين والتربويين فيما يتعلق بالمستجدات الطارئة على الساحة الإلكترونية.
وزاد «كثيرا ما يردد البعض بأن لدينا خصوصية، فلماذا لايكون لدينا خصوصية فيما يتعلق بهذه الخدمات؟»، مشيرا إلى أن المشكلة الناجمة عن استخدام خدمات «بلاك بيري» وما شابهه أنه يشعر الإنسان بغربة داخل مجتمعه وبلده، ويشغله عن اهتماماته التي ينبغي أن يحرص عليها.
وأرجع الشبيلي المشكلات الناجمة عن خدمة الماسينجر «بلاك بيري» إلى أن مستخدميه يعيشون دورا محصورا أشبه ما يكون ببيئة افتراضية بسبب تبادل الرسائل المستمر فيما بينهم، وبالتالي فإنهم لا يعرفون الحياة على طبيعتها، بالإضافة إلى قتل الوقت الذي يفترض أن يقضى في خدمة الدين والوطن وعلى الصعيد الشخصي.
وأضاف: نحتاج سيرة ذاتية للشباب تكون مليئة بالدورات الخاصة في برامج الحاسب وغيرها، إضافة إلى دورات في اللغات الأخرى، موضحا أنه إذا كان الإنسان يعيش في فوضى وتضييع للوقت، فسيضيع عمره.
ونصح الشبيلي أولياء الأمور باستشارة الاختصاصيين قبل أن يدخلوا أي تقنية جديدة إلى بيوتهم؛ ليستقصوا الآثار السلبية لها وحقيقة حاجة الطفل إليها، مشيرا إلى أن كثيرا من أولياء الأمور يجلبون إلى أبنائهم هذه الأجهزة لمجرد رغبة الابن فيها أو لمكافأته على إنجاز حققه دون بحث الآثار السلبية التي قد تنجم عنها، مشددا على ضرورة الجمع بين المتعة والفائدة في ترفيه الأبناء.
مخاطر أمنية
وهنا يوضح خبير أمن المعلومات الدكتور فايز الشهري أن الخدمات التي يتضمنها جهاز بلاك بيري مقدمة من شركة أجنبية في الخارج وتمتلك كل بيانات المستخدمين للشبكة الخاصة به، كما أن الخدمة خارجة عن الإطار القانون الوطني للدول.
وأوضح الشهري أنه عندما تحصل حالات شكاوى، تجريح، شتم، ابتزاز، تشهير، أو تبادل ملفات تضر بالأمن الوطني أو الاجتماعي أو تمس شخصيات معينة أو تثير البلبلة والشائعات، فإنه يصعب إثباتها؛ لأن الشركة المصنعة للجهاز لا تتعامل مع المؤسسات الأمنية وفق القوانين الدولية.
وأضاف: إن طرح جهاز بلاك بيري في دول الخليج كان من أجل خدمة قطاع الأعمال، إلا أنه صار يستخدم من قبل المراهقات والمراهقين بشكل ضار، مشيرا إلى أن خدمات هذا الجهاز خارج التشريعات الوطنية المنظمة للاتصالات وحركة المراسلات الإلكترونية، ما حدا بعدد من الدول الكبرى مثل الصين والهند ودول الخليج إلى التوصل إلى اتفاقيات (لم يعلن عن بعضها) مع الشركة المصنعة له من شأنها تأطير خدماته ووضعها تحت النظام الوطني.
وقال: إن الخوف يتعدى خطورة خدمة ماسينجر «بلاك بيري» على المراهقين، إلى استخدامها من قبل العصابات الإجرامية التي تروج للمخدرات وتدعم الدعارة، إضافة إلى شبكات التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن هذه الخدمة توفر لهذه العصابات بيئة مناسبة بحكم تشفير استخدامها، موضحا أن الشركات ليس لديها قدرة على الوصول إلى المحتوى المتبادل بين هذه الأجهزة التي تعتمد التشفير واللغات الخاصة.
وبين خبير أمن المعلومات أن كثيرا من دول العالم مارست ضغوطا على الشركة المصنعة للجهاز (ريسيرش إن موشن) لمحاولة وضع تنظيم يوفر خادمات (سيرفرات) خاصة داخل الدول التي تستخدم فيها هذه الأجهزة لحل الإشكالية القائمة، مشيرا إلى أن «شركات كبرى عملاقة ترغب في هذه الحلول؛ نظرا لتضررها من إيقاف الخدمة».
وتوقع الشهري أنه لو رفعت الشركة المصنعة نسبة الشركات المزودة لخدمة الاتصالات ووضعت سيرفرات، فإن الأزمة ستجد طريقها للزوال.
وأشار خبير أمن المعلومات أن الأمن الاجتماعي بات مهددا بفعل هذه الخدمة، إذ أن المراهقين ذكورا وإناثا ظلوا يستخدمون هذه الخدمة في كل مكان حتى في الأماكن العامة، وطرأت ظواهر سلبية جراء هذه التصرفات، حتى باتت الخدمة مصدر قلق وإيذاء لكثير من الناس، الأمر الذي حدا بضرورة إعادة النظر فيها.
وأضاف: لقد تجاوزت الخدمة مفهوم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية إلى الإزعاج والإدمان، إضافة إلى المشكلات الأمنية التي تعاني منها كثير من الدول، ما دفع كثيرا من الدول إلى إيقافها».
ودعا الشهري هيئة الاتصالات إلى «وضع مستخدمي الخدمة في الصورة بتوضيح الأسباب التي جعلت هذا الجهاز في واجهة الجدل في وسائل الإعلام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.