أنهارت أمس مبيعات أجهزة “بلاك بيري” في أسواق الاتصالات السعودية بعد معلومات تؤكد أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية قد تعلن إيقاف خدمة “بلاك بيري ماسنجر” في المملكة بداية الاسبوع المقبل إذا لم تتوصل الى حلول تقنية مع شركة ريسيرش ان موش الكندية لإحداث تغييرات جذرية في خدمة التراسل الفوري. وعلمت “المدينة” أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية منحت شركات تشغيل الهاتف النقال الثلاث (الاتصالات السعودية، موبايلي ، زين ) وشركة ريسيرش ان موش الكندية (RAM) مهلة حتى يوم الجمعة المقبل السادس من أغسطس الجاري للبحث عن حلول تقنية تمنح الفرصة للجهات المختصة التغلب على المعوقات الأمنية التي تسببها خدمة “بلاك بيري ماسنجر” ، وكشفت مصادر مطلعة ايضا ان الشركات الثلاث اجتمعت مع مسؤولي الشركة الكندية الذين قد يتوصلون الى اتفاق خلال اليومين القادمين للخروج من هذه الأزمة التي ستعصفت بمبيعات اجهزة “بلاك بيري” في الاسواق الخليجية خاصة بعد قرار هيئة الاتصالات الاماراتية بوقف خدمات “بلاك بيري” في دولة الامارات العربية المتحدة. وأوضحت مصادر عاملة في سوق الاتصالات بالمنطقة الشرقية في المملكة ان مبيعات اجهزة “بلاك بيري” تأثرت يوم أمس بشكل سريع للأنباء والمعلومات التي تحدثت عن ايقاف الخدمة في المملكة، اذ عمد كثير من مستخدمي البلاك بيري الى عرض اجهزتهم للبيع لدى محلات الاتصالات، فيما امتنعت كثير من هذه المحلات عن شراء هذه الاجهزة. واجمع اصحاب محلات بيع أجهزة الاتصالات في حديثهم ل “المدينة” عن تغييرات في رغبة عدد كبير من الزبائن في اقتناء اجهزة البلاك بيري خلال اليومين الماضيين بعد ظهور معلومات عن قرب ايقاف الخدمة في السعودية ورغبة من الزبائن في الانتظار الى حين التأكد من استمرار الخدمة من عدمها، مشيرين الى ان الاسعار لم تشهد تغييرا كبيرا عن الاسعار السابقة لمحدودية الربح في تلك الاجهزة ملمحين الى ان عدد كبير من المحلات امتنعت مؤقتا عن شراء الاجهزة المستعملة من الزبائن الراغبين في بيع أجهزتهم حتى بأسعار متدنية جدا عن الاسعار السابقة. وقدر مراقبون بأن خسائر شركات الاتصالات من إيقاف الخدمة تقترب الى 100 مليون ريال شهريا باعتبار ان عدد المشتركين في المملكة يقترب من المليون مشترك وتحصل شركات تقديم الخدمة على رسم شهري بمعدل 100 ريال. فيما يقدر حجم سوق اجهزة “بلاك بيري” في السعودية بحوالي 900 مليون ريال حيث تتراوح أسعار الاجهزة بين 1200 - 2400 ريال للجهاز الواحد. وذهب نبيل الرابح (صاحب محل اتصالات) الى ان اليومين الماضيين شهدا تدفق عدد كبير من مستخدمي اجهزة البلاك بيري الى محلات الاتصالات لرغبتهم في البيع قبل ظهور قرار المنع من هئية الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية وعدم الاستفادة حينها من جهاز البلاك بيري. واضاف الرابح ان رغبة الزبون اصطدمت بامتناع من عدد من المحلات في شراء الاجهزة المستعملة او شرائها بأسعار زهيدة جدا مقارنة بأسعار البيع في السابق. واكد الرابح ان هذه الشائعات يجب ان تتعامل معها هيئة الاتصالات بإصدار بيان رسمي يوضح موقفها من خدمة البلاك بيري مشيرا ان شركات الاتصالات اكدت استمرار الخدمة مستقبلا وذلك للخسائر التي سوف تتكبدها من ايقاف خدمة البلاك بيري. واشار عبدالله السنيد ( صاحب محل اتصالات) ان حديث إيقاف الخدمة في السعودية ظهر قبل سنة من الان ولم تحدث والان كذلك ظهرت نفس الاحاديث بإيقاف الخدمة قريبا في السعودية وهيئة الاتصالات الى الان لم تصدر بيانا يوضح موقفها من خدمة البلاك بيري وهو ما ترك أثرا لدى المستخدمين وترقبهم الى قرار يوضح مستقبل الخدمة في المملكة من استمرارها او عدمها ويبدو ان الجميع ينتظر قرارا او بيانا يوضح مدى استمرار تقديم الخدمة من عدمها وعن أسعار بيع أجهزة البلاك بيري قال الأسعار لم تشهد تغييرا بالنسبة الى بيع اجهزة البلاك بيري اما شراء اجهزة المستعمل فكثير من المحلات التي تقوم بشراء الاجهزة المستعملة وتبيعها على زبائن آخرين ففضلت الانتظار إلى حين إصدار قرار رسمي من هيئة الاتصالات يوضح موقف الهيئة من خدمة البلاك بيري. وقال عبدالله بن راشد ( مستخدم بلاك بيري ) ان استخدامه للخدمة من باب التواصل في خدمة الماسنجر وتتبع البريد الالكتروني الخاص بي واضاف ان الخدمة تقدم لنا خدمات كبيرة ولا نرغب في ايقافها ولكن يبدو ان الاسباب الامنية هي من تقف خلف قرار المنع ان حدث قريبا. وقد انتشر استخدام برنامج التراسل الفوري الخاص بالبلاك بيري “ماسنجر” في دول الخليج بسرعة ولكن لأن البيانات مشفرة وترسل من خلال حواسب خادمة في الخارج لا يمكن تعقبها محليا. ولدى شركة ريسيرش ان موش الكندية ما يزيد على 41 مليون مشترك في خدمات بلاك بيري بما يعني أن تعليق الخدمات في الخليج يمكن أن يؤثر على أقل من ثلاثة في المائة من مستخدميها على مستوى العالم. وكانت دول عديدة مثل الهند والصين وفرنسا والبحرين قد أعلنت عن بواعث قلق من بعض خدمات “بلاك بيري” التي لا تخضع للسيطرة من خوادم في هذه الدول. وأصبحت أجهزة بلاك بيري من ضرورات الحياة للشباب السعوديين حيث تمكنهم من التواصل، وقال أحد المصادر في صناعة الاتصالات ان ما يقرب من 80 في المائة من مستخدمي بلاك بيري في السعودية أفراد و20 في المائة شركات وهي نسبة معكوسة تقريبا في الدول النامية.