واس جدة يزور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اعتبارا من غد في طريق عودته إلى المملكة، كلا من جمهورية مصر العربية، الجمهورية العربية السورية، الجمهورية اللبنانية، والمملكة الأردنية الهاشمية، بحسب بيان صدر أمس عن الديوان الملكي.
فهيم الحامد جدة تستأثر الجولة التي يستهلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز غدا إلى مصر، الأردن، سورية، ولبنان، باهتمام ومتابعة الأوساط الرسمية والشعبية العربية، إذ تندرج ضمن عناوين جوهرية تأتي في سياق معالجة مايؤرق مواطن المنطقة من أزمات وهموم يتقدمها تعميق مسارات العمل العربي المشترك، تقويم مآلات الوفاق العربي عبر تنسيق وتوحيد المواقف، تمحيص المستجدات على صعيد الملف الفلسطيني، وعلى نحو خاص دعم المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، سبل إحياء عملية السلام، ودعم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وأجمعت مصادر عربية رفيعة في أحاديثها ل «عكاظ» على الأهمية القصوى التي تمثلها جولة الملك عبد الله بن عبدالعزيز لتجذير العلاقات العربية العربية، وصياغة سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إلى جانب إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. القاهرة: لقاء يُعنى بتعزيز المصالحة واعتبرت مصادر في الرئاسة المصرية أن لقاء خادم الحرمين الشريفين والرئيس حسني مبارك يكتسب أهمية قصوى على ضوء التطورات التي تشهدها الساحتين العربية والإقليمية، والتي تتطلب تشاورا سعوديا مصريا حول دعم المفاوض الفلسطيني في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى سبل دعم المصالحة الفلسطينية التي ترعاها القاهرة، وتداول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وأشارت أن الرئيس المصري سيضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أجواء تطورات ملف المصالحة الفلسطينية، ونتائج المحادثات التي أجراها أخيرا حول ملف عملية السلام، وإمكانية دخول الفلسطينيين في المفاوضات المباشرة مع إسرئيل. وسيتداول الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائه مع الرئيس المصري في منتجع شرم الشيخ، تطورات الأوضاع العربية، الإقليمية والدولية. عمان: خادم الحرمين الشريفين يحظى باحترام الشعب الأردني وفي العاصمة الأردنية، وصفت مصادر الديوان الملكي الأردني زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عمان بالزيارة المهمة التي تأتي في توقيت يتطلب تشاورا سعوديا أردنيا لتعزيز التضامن العربي، مؤكدة أن الزيارة ستصب في مصلحة تكريس العلاقات السعودية الأردنية ودعم تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. وأفادت المصادر في حديث ل «عكاظ» أن الملك عبدالله يحظى باحترام وتقدير في الأردن، مشيرة إلى أن المملكة لها دور رائد في دعم المصالحة العربية. وسيناقش خادم الحرمين الشريفين مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المستجدات في الأراضي الفلسطينية، الوضع في العراق، التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات. دمشق: نترقب الزيارة باهتمام وفي دمشق، تترقب الأوساط السورية زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل اهتمام، إذ اعتبرت مصادر سورية أن الزيارة تجيء في إطار التشاور والتنسيق بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري بشار الأسد؛ لمناقشة المستجدات على الساحة العربية والفلسطينية، تقوية الموقف العربي لمواجهة الصلف الإسرائيلي، دعم تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، بلورة استراتيجية عربية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية. وكان الملك عبدالله قد زار دمشق في أكتوبر العام الماضي. بيروت: إجماع لبناني على أهمية دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم الوفاق أما في بيروت التي سيزورها الملك عبدالله بن عبد العزيز لأول مرة منذ توليه مهمات الحكم، فإن هناك إجماعا لبنانيا ضمن مختلف تياراته وطوائفه على أهمية الزيارة وانعكاساتها الإيجابية. ليس فقط لتعزيز العلاقات الثنائية، بل لاستمرار الدور السعودي الرائد في دعم اللحمة اللبنانية، تكريس الوحدة والوفاق اللبناني اللبناني. وسيبحث الملك عبد الله بن عبدالعزيز مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية، والسبل الكفيلة باستمرار الانسجام والوئام بين جميع التيارات اللبنانية. وسيرافق الملك عبدالله وفد سعودي رفيع المستوى يتضمن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين.
أيمن جريس القاهرة أكد الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق للجامعة العربية أن زيارة خادم الحرمين الشريفين المرتقبة إلى مصر تأتي في توقيت جوهري للغاية؛ نظرا للتحديات التي تواجها الأمتين العربية والإسلامية في هذا التوقيت الدقيق. وقال ل «عكاظ» من القاهرة إن خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك يمثلان أكبر دولتين عربيتين، ومن هنا تأتي أهمية التشاور والتنسيق المستمر بين بلديهما خاصة في ظل الحديث عن المفاوضات غير المباشرة بين العرب وإسرائيل، وتعثر تشكيل الحكومة العراقية، واتهامات المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير، بالإضافة إلى الأوضاع المعقدة في الصومال والتراشق السياسي في لبنان. وأوضح أن اللقاءات بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس حسني مبارك دائما تأتي في صالح الأمة العربية والعمل العربي المشترك، نظرا لحرص الزعيمين على القضايا العربية والبحث الدائم عن حلول لها ، مشيرا إلى أنه ومنذ أن كان أمينا عاما للجامعة العربية خلال عشر سنوات من 1990 وحتى مارس 2001 ، وخلال عمله وزيرا للخارجية المصرية، رأى كم كان خادم الحرمين الشريفين يعمل بصبر وهمة بالغة على لم الشمل العربي، وتوحيد الأمة العربية خلف كلمة واحدة، وقال «لا يمكن أن تنسى مواقف الملك عبد الله أثناء القمم العربية حيث إنه كان يحرص دائما أن تخرج القرارات العربية بالتوافق». وشدد إلى حاجة العالم العربي الآن إلى حكمة خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك لمعاجلة القضايا العربية المتفجرة خاصة في الأراضي المحتلة، وعدم جدية إسرائيل الواضحة في عملية السلام من خلال إصرارها علي مواصلة الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية، لافتا إلى أن الرياضوالقاهرة من أكثر العواصم العربية الداعمة للقضية الفلسطينية سياسيا واقتصاديا. وتوقع أن تأتي نتائج القمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس حسني مبارك في صالح القضايا العربية والشعبين السعودي والمصري، وقال: «مثل هذه اللقاءات على مستوى القمة، تجلب الخير للأمة العربية والشعبين السعودي والمصري، في ظل حاجة العالم العربي إلى موقف عربي موحد قبل القمة العربية الثانية هذا العام.
فادي الغوش بيروت أكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد قباني ل «عكاظ» أهمية زيارة الملك عبدالله إلى لبنان بوصفها تأتي من زعيم عربي له ثقله العالمي، وذاك ما يمثله الملك عبدالله، أيضا في المشهدين الإسلامي والعربي، خاصة فيما يتعلق في لبنان وقضاياه. وهو دوركان ويظل دائما فاعلا وإيجابيا. وأضاف النائب قباني: إن أول ما نتذكر اتفاق الطائف الذي أبرم في المملكة وعمل على انهاء الاقتتال في لبنان، وأسس لمرحلة جديدة من السلم الأهلي بين اللبنانيين، فضلا عن المساهمات الكبيرة تجاه لبنان بدءا بالمصالحات العربية العامة التي جرت في القمة الاقتصادية في الكويت، مرورا باللقاءات الثنائية مع الرئيس بشار الأسد، والاتصالات مع مختلف المسؤولين العرب والدوليين لتحقيق الاستقرار للبنان ودعم مسيرة انمائه. بدوره، اعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية (كتلة الرئيس بري)، النائب عبد المجيد صالح في حديث ل «عكاظ» أنه إذا حاولنا ربط هذه الزيارة الكريمة بالجو السائد في لبنان، فإننا نعتبر أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يفتح بوابة من الأمل في وجه اللبنانيين، نظرا للانعكاسات السلبية التي يتحدث عنها الجميع في موضوع القرار الظني للمحكمة الدولية والذي يرى فيه الجميع أيضا بابا من أبواب الفتنة، لذلك تأتي هذه الزيارة الكريمة لتمتين الاستقرار وتهدئة النفوس من أجل أن ينعم لبنان بالاستقرار. وختم حديثه: إن هذه القمة ستكون صمام أمان للبنان، ومجرد لقاء القادة العرب على أرض لبنان توحي أن هناك حالة من الاستقرار وتطويق أي حالة من الفوضى لا سمح الله. عضو كتلة التيار العوني النائب الدكتور يوسف خليل وصف الزيارة بالتاريخية، لتمتين العلاقات بين لبنان والمملكة لما لها من موقع خاص ومحبة كبيرة في قلوب وعقول اللبنانيين، علما أنه في بعض المحطات كان انطباع البعض أن المملكة هي لفئة من اللبنانيين، وبينت الأحداث أن المملكة العربية السعودية لها موقف خاص تجاه لبنان خصوصا في هذه الظروف وهي تكن كل محبة واحترام للبنان.
عبد الجبار أبو غربية عمان أوضح مدير عام وكالة الأنباء الأردنية بترا، رمضان الرواشدة أن الأردن يرحب بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي زيارة نتطلع إليها باعتبارها توثيقا وتعزيزا للعلاقات المتقدمة التي تربط الملك عبدالله الثاني بن الحسين بأخيه خادم الحرمين الشريفين، والتي تعمل على تعميق الوشائج بين البلدين والشعبين على الصعد كافة. وأفاد في حديث ل «عكاظ» إن العلاقة السعودية الأردنية في جوهرها أنموذج يحتذى للعلاقات العربية؛ نظرا لعمقها وتميزها في جميع المجالات. والزيارة المرتقبة تحمل مضمونا بالغ الأهمية؛ نظرا لماهية القضايا المطروحة على الساحة الإقليمية حاليا، والتي لها تأثيراتها وتداعياتها الكبيرة على المنطقة. وخلص الرواشدة إلى القول:«التشاور الدائم سمة رئيسة في علاقة القائدين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك عبد الله الثاني بما يصب في خدمة قضايا أمتينا الإسلامية والعربية ومصلحتهما». من جانبه، أقر الإعلامي في كلية الإعلام في جامعة اليرموك الأردنية محمد أنيس المحتسب أن: «زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأردن ضمن حلقة في سلسلة الزيارات المتواصلة والمستمرة للقيادة في البلدين الشقيقين، وذلك رغبة منهما في محاولة بلورة موقف عربي موحد أمام المخططات والسيناريوهات المتعددة التي تحاول أن ترسم شكل خريطة المنطقة من جديد، هذه المخططات التي يبدو أن ليس للدول العربية فيها أي مكان أو دور. ومن هنا فإن هذا اللقاء الذي يأتي على مستوى القمة بين الزعيمين العربيين، في وقت يؤسس فيه خادم الحرمين الشريفين لهذه الأمة دورا فاعلا في هذا الصراع والزخم السياسي الذي يعصف في المنطقة المضطربة.