تكتسب القمة المصرية - السعودية أهمية كبيرة في ضوء الملفات العربية والإقليمية المهمة التي من المنتظر أن يتم تناولها والتشاور بشأنها بين الزعيمين الكبيرين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس المصري محمد حسني مبارك فضلاً عن العلاقات الثنائية المميزة بين الرياضوالقاهرة وسبل تعميقها وتوسيع نطاقها في المجالات المختلفة. كما تكتسب القمة أهمية إضافية في ضوء توقيتها الذي يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة عديداً من القضايا الساخنة على الساحتين العربية والإقليمية. وتعد زيارة الملك عبدالله لمصر والتي تستغرق يومين نقطة البداية في جولة عربية من المقرر أن تشمل كذلك زيارة كل من سورية ولبنان والأردن . وتأتي القمة المصرية - السعودية في ذروة نشاط سياسي مكثف للرئيس مبارك مع عديد من القادة وكبار المسؤولين والشخصيات السياسية العربية والإقليمية والدولية خلال الأسابيع القليلة الماضية في إطار جهود الرئيس مبارك الحثيثة والمستمرة التي تسعى لكسر الجمود الحالي ولدفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط على النحو الذي يحقق حل الدولتين، فضلاً عن العمل على تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك والمساعدة في كل ما يحقق الاستقرار والتنمية في الدول العربية الشقيقة. ومن المنتظر أن يكون الملف الفلسطيني في مقدم القضايا التي يجري التشاور بشأنها خلال القمة، خصوصاً في ضوء لقاءات خادم الحرمين والرئيس مبارك واتصالاتهما المكثفة مع عديد من الأطراف المعنية مباشرة بهذا الملف على مدى الأسابيع القليلة الماضية. ويحتل ملف تعزيز العمل العربي المشترك مكاناً مهماً كذلك في القمة المصرية - السعودية، خصوصاً في ضوء حرص المملكة ومصر الواضح على تعزيز العمل العربي، وفي هذا الإطار، أعرب الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي عن تقديره لزيارة خادم الحرمين لمصر وجولته العربية باعتبارها خطوة مهمة على طريق تعزيز التضامن العربي والمصلحة العربية عموماً. وتأتي القمة المصرية - السعودية في إطار العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين... هذه العلاقات تعتبر مثالاً بارزاً وشاهداً على نموذجية العلاقات الإيجابية المتطورة بين دولتين عربيتين لهما مكانتهما المميزة إقليمياً ودولياً، وتزداد هذه العلاقات تقارباً وتوثقاً يوماً بعد يوم على جميع المستويات في ظل وحدة الأهداف التي لا تخدم الشعبين فحسب وإنما لتحقيق مصالح الأمة العربية. فالبلدان يتمتعان بمكانة كبيرة على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. فعلى الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية أن القاهرةوالرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. كما أن التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدي إلى التقارب إزاء عديد من المشكلات والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية وأهمها القضية الفلسطينية المقررة مناقشتها خلال القمة، إذ لاقت هذه القضية الدعم والمساندة في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة. وتبنت الدولتان جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاء بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله - عندما كان ولياً للعهد - وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد في قمة بيروت آذار (مارس) 2002 لحل النزاع العربي الإسرائيلي والتي توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وتؤمن حلاً دائماً وعادلاً وشاملاً للصراع العربي - الإسرائيلي. وتدعم السعودية جهود مصر المضنية إزاء المصالحة الفلسطينية وحماية المشروع الوطني الفلسطيني الممثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وتستمر الدولتان في الدعم الدولي للتسوية السلمية المرتكزة على خيار حل الدولتين للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية كافة. ومن المقرر أن تتناول محادثات القمة بين الرئيس مبارك والملك عبدالله الوضع في لبنان، فهذه المحادثات تعكس حرص القيادتين على أن يسود لبنان الوئام والاستقرار والاتفاق التام بين فعالياته السياسية، ويؤكد ذلك التواصل مع مختلف الطوائف والقوى اللبنانية التي تعمل في إطار الشرعية للحفاظ على استقرار الوضع السياسي والأمني في لبنان ويتضح الاهتمام المصري بلبنان في الزيارات بين مسؤولي الدولتين، إذ تحظى تطورات الوضع هناك بأهمية كبيرة لدى مصر من منطلق اهتمام مصر بلبنان وباستقراره وعدم تعرضه لما يهدد السلم الأهلي فيه، كما أكد على ذلك وزير الخارجية أحمد أبوالغيط. br / وتمثل الاهتمام السعودي بالشأن اللبناني في اتفاق الطائف الذي أنهى حرباً أهلية استمرت لأكثر من عقد من الزمان وجاء اهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإعادة العلاقات الطبيعية بين سورية ولبنان فقام بزيارة لسورية العام الماضي كان من نتائجها الانفراج الكبير في العلاقات السورية - اللبنانية نشهد ثمارها الآن. ويقوم خادم الحرمين الشريفين بزيارة للبنان قريباً لبحث التطورات الجارية في ضوء السجال الجاري حول المحكمة الدولية. ويستمر الدور المصري - السعودي حتى ينطلق لبنان قوياً بأبنائه وبأشقائه من الدول العربية، كما تتناول القمة المصرية السعودية في شرم الشيخ العلاقات الثنائية بين البلدين في القضايا الاقتصادية الإقليمية والعربية، فالزعيمان يوليان أهمية خاصة لدعم وتشجيع وتعميق التعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات ليكون نموذجاً للتكامل والتعاون بين البلدين.