اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جولة في المنطقة شملت إلى جانب الأردن مصر وسورية ولبنان، إذ غادر عمان أمس بعد زيارة استمرت يومين أجرى خلالها محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وقبيل المغادرة استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مقر إقامته بقصر الندوة في عمان بعد ظهر أمس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. عقب ذلك صحب ملك الأردن خادم الحرمين الشريفين في موكب رسمي إلى مطار ماركا العسكري، إذ غادر خادم الحرمين الشريفين عمان متوجهاً إلى جدة بعد زيارة للأردن استمرت يومين. وكان خادم الحرمين بحث أول من أمس في الأردن، المحطة الأخيرة ضمن جولته في المنطقة، مع نظيره الأردني التطورات في الشرق الأوسط وعملية السلام إضافة إلى الوضع في لبنان. وقام خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري بشار الأسد الجمعة بزيارة تاريخية للبنان في مبادرة مشتركة تهدف إلى احتواء التوتر إثر الحديث عن احتمال توجيه المحكمة الدولية الاتهام إلى عناصر في حزب الله اللبناني باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وفي ختام تلك الزيارة، دعا خادم الحرمين والرئيس السوري اللبنانيين إلى «الالتزام بعدم اللجوء إلى العنف»، بحسب ما أعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان. وترأس خادم الحرمين الشريفين، والملك عبدالله الثاني بن الحسين جلسة المحادثات التي عقدها الجانبان ليل أول من أمس في قصر بسمان الملكي بعمّان. وعقب جلسة المحادثات صدر البيان الصحافي الآتي: «عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لقاء قمة تناول آليات تفعيل علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وجهود إحلال السلام والاستقرار فيها». وعبر خادم الحرمين الشريفين وملك الأردن في اجتماع موسع عقد في قصر بسمان الزاهر ليل أول من أمس، في حضور كبار المسؤولين في كلا البلدين تبعه اجتماع ثنائي، عن اعتزازهما بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين، وحرصهما المشترك على تطوير وتمتين وزيادة التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وأعرب الملك عبدالله الثاني عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه الداعمة والمساندة للأردن، والمساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية للمملكة والتي تسهم بتنفيذ العديد من البرامج التنموية والحيوية في الأردن. وأكد الزعيمان ضرورة استمرار التنسيق والتشاور لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة. وثمّن الملك عبدالله الثاني الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتعزيز التضامن العربي وبلورة مواقف عربية موحدة خدمة للمصالح والقضايا العربية. وبحث الزعيمان، خلال اللقاء الذي يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين حيال مختلف القضايا، الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي شامل يضمن استعادة جميع الحقوق العربية، خصوصاً حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. وشدد الزعيمان على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لتحقيق تقدم ملموس في عملية السلام، وصولاً إلى حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد الزعيمان وقوف السعودية والأردن إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم كل الدعم والإسناد له في سعيه لتلبية حقوقه الوطنية، خصوصاً حقه في الحرية والدولة. وفي الشأن اللبناني، بحث خادم الحرمين الشريفين وملك الأردن تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية، إذ شددا على وقوفهما إلى جانب لبنان الشقيق في جهوده لتعزيز أمنه واستقراره، ودعم وحدة صفه الداخلي ووفاقه الوطني. وحول العراق، أكد الزعيمان مركزية أمن واستقرار العراق، الذي يشكل ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، مؤكدين ضرورة التوصل إلى حكومة وحدة وطنية عراقية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي. وبحث الزعيمان عدداً من القضايا الإسلامية والعربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ووضع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله الثاني بن الحسين في صورة نتائج جولته العربية التي شملت كلاً من: مصر وسورية ولبنان واللقاءات التي جمعته مع قادة هذه الدول، والتي جاءت في إطار الجهود الحثيثة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين خدمة للقضايا العربية وتعزيزاً لوحدة الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات. حضر المحادثات من الجانب السعودي رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود ومستشارو خادم الحرمين الشريفين الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود، والأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز ووزير المال الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة والشيخ مشعل العبدالله الرشيد ورئيس الديوان الملكي خالد بن عبدالعزيز التويجري ورئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد. وحضرها عن الجانب الأردني رئيس بعثة الشرف الأمير علي بن الحسين، ورئيس الوزراء سمير الرفاعي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، ومستشار الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز بن زبن بن عبدالله، ومستشار الملك أيمن الصفدي، ونائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور خالد الكركي، ووزير الخارجية ناصر جودة، ووزير المال الدكتور محمد أبو حمور، ووزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال علي العايد، ومدير المخابرات العامة الفريق محمد الرقاد، والسفير الأردني في الرياض قفطان المجالي. من جهته، أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد أهمية الزيارة التي سيقوم بها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عمّان، ولقائه الملك عبدالله الثاني، وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن الزيارة تكتسب أهمية بالغة خصوصاً أنها تأتي في وقت يتطلب تشاوراً ثنائياً لتعزيز التضامن العربي وترسيخاً للعلاقات السعودية الأردنية ودعماً وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة في ظل ما تشهده من أحداث جسام وتطورات متلاحقة على مختلف القضايا التي تتطلب متابعات ولقاءات وتبادلاً للآراء والتنسيق الثنائي. وأضاف أن اللقاء السعودي - الأردني واللقاءات الأخرى التي أجراها خادم الحرمين الشريفين مع أشقائه قادة وزعماء الدول العربية تهدف إلى التوصل إلى وضع أسس لحلول تخدم المصالح العليا للأمة العربية في ما يتعلق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي والعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب العربي الفلسطيني وحصار غزة الغاشم وعلى القدس والمسجد الأقصى المبارك على وجه التحديد. وأكد أن هذه الزيارة المهمة لخادم الحرمين الشريفين وللأردن تمثل تكاملاً في العلاقات السعودية الأردنية وتعد نموذجاً يقتدى به، علاوة على أنها علاقات تقوم على أسس قوية ومتينة، وترتكز دعائمها على أواصر القربى والجوار.