انتقد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية والمكلف بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبد الله الجاسر الخلافات في جمعية المسرحيين السعوديين، مؤملا ألا تؤثر الخلافات في مجلس إدارة الجمعية على المسرح. وقال الجاسر ل «عكاظ» لدى افتتاحه ملتقى النص المسرحي في دورته الأولى البارحة الأولى في الرياض: «إن لكل شخص وجهة نظر، لكن لابد من قبول الرأي والرأي الآخر، وأضاف «لانريد فرض رأي على رأي آخر، ويجب أن يكون مجلس الإدارة متمكنا وقادرا على أن يدير دفة الأمور لدعم المسرح، وعلى الجمعية اختيار مجلس إدارة قوي». هناك قصور ولفت الجاسر لدى افتتاحه الملتقى الذي دعت إليه جمعية المسرحيين السعوديين نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، وتدشينه موقع الجمعية على الإنترنت «أنا لا أنظر إلى مستقبل المسرح بسوداويه، لكن لابد أن يكون هناك نقد هادف لكي ينهض المسرح السعودي الذي هو بحاجة إلى وقت كاف للنهوض به وليس النص المسرحي أو الكتابة المسرحية هي أهم المعوقات، لكن أتحدث عن مسرح الطفل والكتابة له والإخراج المسرحي والديكور، كلها بحاجة إلى دراسة وتأمل»، وزاد «أنا متأمل من جمعية المسرحيين السعوديين القيام بدورها، ولكن هناك قصور من المسرحيين، ويجب ألا يعتمد المسرحيون على وزارة الثقافة والإعلام بالدرجة الأولى». المراكز الثقافية وبين الجاسر أن المراكز الثقافية التي تعتزم الوزارة تنفيذها في كافة المناطق ليست مخصصة للمسرح فقط، إنما هي لجميع أطياف الثقافة من أندية أدبية وجمعيات، والمسرح سيكون له جزء من الدعم في هذه المراكز خاصة في الشأن الخدمي، مشيرا إلى أن الوزارة نفذت أخيرا المركز الثقافي في المدينةالمنورة وستقوم باستكمال هذه المراكز في جميع المناطق. النقد لتطوير الذات وأكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام «على الدولة ووزارة الثقافة والإعلام دعم المسرح ماليا ومعنويا، ولكن على المنتسبين لهذه الجمعية التي نسميها مؤسسة مجتمع مدني أن يتكاتفوا»، وقال عن النقد: «لا بأس من النقد إذا كان في مصلحة العمل، ولن نسكت عن ذكر الملاحظات»، مشيرا إلى أن النقد ليس للحديث عن القصور وإنما هو محاولة لتطوير الذات والبناء. وأضاف «المسرح السعودي يحتاج بشكل عام إلى جهود كبيرة وآليات حضارية تنهض به، وهذا الملتقى يتناول النص بوصفه جانبا مهما من الهم المسرحي، وهو لا يمثل إشكالية فقط على المستوى المحلي بل العربي والعالمي أيضا، كما أن المسرح لا يقوم على الكتابة وحدها بل على تكامل مجموعة من العناصر كالتمثيل والإخراج وغيرها». اللائحة الجديدة طالب الجاسر في حديثه عن قرب اكتمال اللائحة الجديدة لجمعية المسرحيين التواصل مع وزارتي التربية والتعليم العالي، معتبرا التواصل مع المسرح المدرسي والجامعي ركيزة أساسية في تعزيز الحركة المسرحية. وقال: «المرحلة المقبلة ستشهد حلا لازدواجية العمل المسرحي بين جمعية الثقافة والفنون ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية، حيث سيكون تولي هذا الدور منوطا بجمعية المسرحيين السعوديين بشكل أساسي ومركز». وأضاف «لدينا أمنيات كثيرة، لكننا لن نفرضها على أحد، فما يهمنا هو أن تستمر هذه الجمعية في تقديم أنشطة مسرحية راقية على مدار العام». المعاهد التطبيقية وفي حديثه عن دور القطاع الخاص في دعم المسرح، طالب الجاسر رجال الأعمال والشركات والمؤسسات إلى التكامل مع الجمعيات الثقافية ودعم أنشطتها كجزء من المسؤولية تجاه الثقافة والمجتمع، واقترح أن يقوم القطاع الخاص برعاية وتبني إقامة العروض وتشجع المواهب الواعدة في المسرح وغيره، وفيما يتعلق بأهمية التأهيل الأكاديمي المتصل بالمسرح علق الجاسر «الفائدة الحقيقية يمكن اكتسابها من خلال المعاهد التطبيقية»، معتبرا أن المرحلة الدراسية يمكنها أن تكتشف المسرحي الموهوب وتقدمه. برامج الملتقى وشهد حفل افتتاح الملتقى عرض مسرحية (كنا صديقين) للكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي وتمثيل سامي الزهراني ومساعد الزهراني من فرع جمعية الثقافة والفنون في الطائف بعد أن منعت ظروف الطيران عرض مسرحية المونودرما (حالة بلع لسان ) لفرع جمعية الثقافة والفنون في نجران، إضافة إلى تكريم الكاتبة المسرحية ملحة عبد الله التي اعتبرت تكريمها اعترافا بشرعية أعمالها المسرحية. يذكر أن ملتقى النص المسرحي يتواصل اليوم بالاستماع إلى جلسة (نص مسرح الطفل .. الواقع والمأمول) التي يشارك فيها فهد الحوشاني، مشعل الرشيد، ويحيى العلكمي، و(إشكاليات النص المسرحي في السعودية) التي يشارك فيها محمد العباس، حليمة مظفر، ومحمد السحيمي، إضافة إلى توقيع ثلاثة كتب حديثة في المسرح للدكتورة ملحة، فهد الحارثي، وعبد العزيز الصقعبي.