توصل بحث ميداني إلى قلب المفاهيم المتعلقة بالتغذية والحميات الرامية لتخفيف الوزن بشكل يجعلها تعتمد على زيادة كميات الطعام بدلا من تخفيفها مع تحديد نوعيتها، وذلك لمعالجة المشكلة الأساسية التي لا تتطرق الحميات لها، وهي عامل الإشباع النفسي. ولاحظ البحث الذي حللت فيه جامعة نيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من 400 بحث علمي، إلى جانب إجراء اختبارات على عشرات الأشخاص، أن المشكلة التي تؤدي إلى زيادة وزن الفرد تتمثل في عدم قدرة الدماغ على التمييز بين لحظة الشبع ولحظة الانتفاخ، ما يدفع المرء إلى أكل كميات إضافية ليس بحاجة إليها. ورغم أن الحميات التقليدية تعتمد على تخفيف كميات الطعام والسعرات الحرارية تؤدي إلى خفض الوزن في الأمد المنظور، لكنها تدفع الجسم المعتاد على الدهون إلى الإخلال بمعدلات التوازن، الأمر الذي يزيد جوع المرء مع الوقت، لكنه يعاود مرة أخرى العودة إلى طبيعته فيما قبل العمل بالحمية الغذائية، الأمر الذي يزيد من وزنه من جديد. لهذا السبب فقد اقترحت الدراسة ترك المرء يتناول الكميات التي يرغب بها من الطعام للوصول إلى لحظة الشبع، وإرضاء دافعه النفسي للأكل، لكن مع تعديل قائمة الأطعمة لتشمل مأكولات غنية بالألياف والمياه، مثل الخضراوات والفاكهة. وشددت الدراسة على ضرورة أن يختار المرء الأغذية ذات النكهات المحدودة، وذلك للتحايل على دافعه النفسي الذي يبرز عند تناول الطعام لتذوق كل ما هو موجود على المائدة. لكن الدراسة حذرت من خطر سائر أنواع الحميات التي تطلب من الإنسان تحدي جوعه، مشيرة إلى أن الرغبة في تناول الطعام تصدر من الدماغ لدى تراجع مخزون الجسم من السعرات الحرارية الضرورية، وبالتالي فإن تجاهلها قد يؤثر على وظائف الجسم الطبيعية أو الحد من مصادر الطاقة اللآزمة للإنسان. وأفادت الدراسة، أن أول نوع من الأغذية التي يأكلها المرء بعد شعوره بالجوع الشديد يرتبط لديه تلقائيا بلذة الشبع، وبالتالي فإن الشخص المعتاد على تناول لوح شوكولاتة كوجبة خفيفة عند شعوره بالجوع سيزداد تعلقا بالحلويات، ويزيد من استهلاكه منها، لذا اقترحت الدراسة أن يقدم المرء على تناول الفاكهة أو الخضراوات بمجرد شعوره بالجوع فإن نمط غذائه سيتبدل كليا.