قلبت دراسة أميركية المفاهيم المتعلقة بالتغذية والحميات التي تخفف الوزن، بدعوتها الى زيادة كميات الطعام بدل تقليلها، مع تحديد نوعيتها، لمعالجة المشكلة الأساسية التي لا تتطرق الحميات اليها، وهي عامل الإشباع النفسي. وأفادت الدراسة التي اعتمدت على تحليل أكثر من 400 بحث، إلى جانب إجراء اختبارات على عشرات الأشخاص، بأن المشكلة التي تؤدي إلى زيادة الوزن تتمثل في عدم قدرة الدماغ على التمييز بين لحظة الشبع ولحظة الانتفاخ، ما يدفعه الى أكل كميات إضافية هو ليس بحاجة إليها. وتعتمد الحميات التقليدية على تخفيف كميات الطعام والسعرات الحرارية لخفض الوزن في الأمد المنظور، لكنها تدفع الجسم المعتاد على الدهون إلى تبديل معدلات الأيض، ما يزيد جوع المرء مع الوقت، ويدفعه للعودة الى الموائد العامرة التي تزيد وزنه. واقترحت الدراسة تناول الكميات المرغوبة من الطعام للوصول إلى لحظة الشبع وإرضاء الدافع النفسي للأكل، لكن مع تعديل قائمة الأطعمة لتشمل مأكولات غنية بالألياف والمياه، مثل الخضراوات والفاكهة. وأشارت الدراسة إلى ضرورة أن يختار الشخص المعني الأغذية ذات النكهات المحدودة، للتحايل على دافعه النفسي الذي يبرز عند تناول الطعام لتذوق كل ما هو موجود على المائدة. وحذرت من خطر الحميات المختلفة التي تطلب من الإنسان تحدي جوعه، مشيرة إلى أن الرغبة في تناول الطعام تصدر من الدماغ لدى تراجع مخزون الجسم من السعرات الحرارية الضرورية، وبالتالي فإن تجاهلها قد يؤثر في وظائف الجسم أو طاقة الإنسان، كما نشر على موقع «سي أن أن» الالكتروني العربي. وأضافت أن أول نوع من الأغذية يأكله الشخص بعد شعوره بالجوع الشديد يرتبط لديه تلقائياً بلذة الشبع، وبالتالي، فإن الشخص المعتاد على تناول لوح شوكولاتة كوجبة خفيفة عند شعوره بالجوع سيزداد تعلقاً بالحلويات، ويزيد من استهلاكه منها، بينما لو أقدم على تناول الفاكهة أو الخضراوات بمجرد شعوره بالجوع، فإن نمط غذائه سيتبدل بالكامل.