رجح خبراء اقتصاديون بقاء اليورو عملة دولية على المدى الطويل. وقالوا ل«عكاظ» إن المجموعة الأوروبية ما تزال تفرض نفسها كثقل اقتصادي قوي في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة، وبالتالي فإن الحديث عن تدهور هذه العملة مقابل سيطرة العملة الخضراء أمر مبالغ فيه، فالأزمة اليونانية الحالية ستدفع منطقة اليورو للبحث عن الحلول المناسبة للخروج من الوضع الاقتصادي الصعب. وأشاروا إلى أن الخطوات العملية التي اتخذتها الدول الأوروبية، بعد تفاقم الأزمة اليونانية تمثل البداية الحقيقية لمرحلة تجاوز الآثار السلبية لتدهور اليورو مقابل الدولار، خصوصا إذا عرفنا أن الإجراءات التقشفية وضخ السيولة الكبيرة و الاستعانة بالصندوق الدولي ستخلق أجواء إيجابية على مدى ثلاث إلى خمس سنوات مقبلة، ما يعيد الوهج القوي الذي اكتسبته العملة الأوروبية في السنوات الماضية. وقال أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول الدكتور محمد الرمادي، إن اليورو تلقى ضربة عنيفة بعد الأزمة اليونانية، بيد أن الأمور ستتبدل بشكل جذري خلال ثلاث إلى أربع سنوات، فانتعاش العملة الأمريكية حاليا لن يدوم طويلا وسيبقى فترة مؤقتة في الغالب، مؤكدا أن منطقة اليورو ستعاود البروز على المستوى العالمي باقتصادات قوية. وأضاف أن التقليل من القوة الاقتصادية الأوروبية على خلفية تراجع سعر اليورو مقابل الدولار جراء المشكلات الاقتصادية التي تواجه بعض دول منطقة اليورو؛ أمر مبالغ فيه. وأوضح أن الأزمة اليونانية كشفت حقيقة مرة للدول الأوروبية تتمثل في صعوبة السيطرة على التحكم في الاقتصاد الكلي للدول الأوروبية، ما دفع كافة الدول للمطالبة بضرورة مراقبة حجم الإنفاق في دول منطقة اليورو لتفادي تكرار مشاكل أخرى مماثلة لمشكلة اليونان. وأشار إلى أن تحرك ألمانيا القوي للمحافظة على المكاسب التي حققتها الدول الأوروبية بعد اعتماد اليورو عملة موحدة، يمثل عاملا إيجابيا في قدرة هذه الدول على تجاوز هذه المحنة، ومن جانب آخر فإن ألمانيا تكافح للحفاظ على العملة الأوروبية، خصوصا أنها تعتبر الأم الحقيقية لليورو، فهي تتعامل مع اليورو كالابن، لذا فإنها تناضل للحفاظ على استمرارية الحياة لديه. من جهته، أكد الدكتور علي العلق أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن القرار الموحد لمنطقة اليورو يمثل المحرك الأساس لمدى قدرة اليورو على تجاوز المصاعب التي تواجهها في السوق العالمية، فهذه العملة تمثل مجموعة كبيرة من الدول الأوروبية، وبالتالي فإنها ستحاول بكل الوسائل المحافظة عليها وعدم الالتفات للمشكلات الحالية التي تعيشها بعض الدول مثل اليونان، مشيرا إلى أن الناتج الكلي للمجموعة الأوروبية يعادل ناتج الولاياتالمتحدة. وأضاف أن اليورو ما يزال يمتلك المقومات الأساسية لبقائه عملة دولية وعملة مبادلات و عملة قياس للبنوك. وأضاف أن المشكلات التي تواجه منطقة اليورو جراء أزمة الديون الكبيرة التي تعاني منها بعض الدول، لا يعني التقليل من الإنجازات التي حققتها تلك الدول بعد اعتماد اليورو عملة موحدة.