من مصادفات رحيل شاعر الأغنية المصري والصحافي الشهير محمد حمزة الذي توفي في القاهرة صباح الجمعة أن وفاته كانت قبل ذكرى ميلاده بيومين فقط وأن تلقي أسرته العزاء فيه كان البارحة «الأحد 20» يونيو كان هو نفس يوم ميلاده منذ خمس وسبعين سنة، جاءت وفاة محمد حمزة بعد ملازمته المستشفى قبل نحو نيف وشهرين إثر جلطة في المخ وقبلها نوبات القلب التي تطلبت إحداها جراحة.. ومحمد حمزة الشاعر الذي ملأ الدنيا فنا وأشعارا انطلقت بموسيقى وحناجر كثيرين منهم محمد عبد الوهاب الذي لحن من أشعار حمزة لصالح صوت وردة الجزائرية « أنده عليك بالحب تجيني»، كما غنت له من ألحان بليغ حمدي الكثير من الروائع مثل «طب وماله» و «حكايتي مع الزمان» و « خليك هنا بلاش تفارق»، والكثير جدا من الأغنيات منها «العيون السود» التي كتبها في حبيبته وزوجته المذيعة الراحلة فاطمة مختار التي رحلت منذ سنوات إثر إصابتها بالسرطان تاركة أولادهما.. وهم أحمد، يعمل في التلفزيون المصري، وابنتين تركهما الأب ورحل بعد أن فرح أخيرا بزفاف الأخيرة.. وعبد الحليم حافظ الذي شدا له من ألحان عبد الوهاب أيضا «لوحكينا .. ياحبيبي نبتدي منين الحكاية» والكثير من الأغنيات منها «أي دمعة حزن لا، وسواح، حاول تفتكرني، مداح القمر ، جانا الهوى، عاش اللي قال، موعود، يامركبي سيري»، وغيرها الكثير .. وميادة الحناوي التي غنت له «سوريا الحرية» .. ومحمد العزبي «عيون بهية».. وأصالة «سامحتك كتير ، ياصابرة يانا، ولا يفرح قلبي، غيار، اعذروني، مابقيتش أحبك».. وعليا التونسية «دمعة عيني دمعة».. وشريفة فاضل «الليل».. ومحمد رشدي «متى أشوفك ياغايب عن عيني، ياعيني عالوله، عالرملة، طاير ياهوى، مغرم صبابة، بنادي لك».. وعفاف راضي «وحدي قاعدة في البيت».. وشادية «خذني معاك ياللي انت مسافر» وغيرها الكثير .. وأحمد فتحي «لا سؤال لا جواب».. ونجاة الصغيرة «الطير المسافر ، في وسط الطريق، نسي ياخسارة نسي».. وصباح «زي العسل، عاشقة وغلبانة، عدى عليا وسلم».. وفايزة أحمد «اؤمر ياقمر أمرك ماشي».. وسمية قيصر الا قول لي، أرفض، من يوم ماانا وانت ماجينا»، وسميرة سعيد «الحب اللي انا عايشاه».. وغيرهم الكثير من الفنانين الكبار الذين أطربوا الناس بذلكم الفن الجميل. جهات عدة كرمت الشاعر حمزة وأحد نجوم الصحافة الفنية في مصر والعالم العربي كان آخرها في مهرجان الأغنية في الإسكندرية الصيف قبل الفائت وقبلها في مهرجان الأغنية في الدوحة عندما اختاره المهرجان ضيف شرف لتلك الدورة وهي التي التقى فيها بحضور «عكاظ» بكاظم الساهر الذي اتفق معه على نص يكون أغنية مشتركة بينهما وكذلك مع ماجد المهندس. ومحمد حمزة الصحافي لا تنفصل كتاباته الصحافية الجادة والثرية الممتعة التي توجت بالكثير من الكتب الفنية وسجلات التوثيق عن إبداعه الشعري في عالم الغناء فقد رافق عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي كثيرا وكون معهما ثلاثيا موفقا ومتألقا قدم أنجح الأغنيات العربية من وفي الزمن الجميل.. حمزة الفنان الراحل يمتلك موهبة أصيلة وعميقة متجددة، ويتفرد في كتابته الشعرية بأسلوب سهل ورشيق، عميق وعذب، وبتصوير أكثر جمالا وتأملا، ولديه ملكة خلاقة مبهرة تجلت في أعماله، ويمتاز بذكاء فطري وحساس جعله حاضرا بإبداعاته المدهشة منذ الستينيات وحتى رحيله.