لم يوجد شاعر ظلمته الحياة الادبية، أكثر من أحمد مخيمر صاحب الخمسة عشر ديوانا من الشعر الاصيل وغيرها من المسرحيات والملاحم الشعرية التي تضعه في مصاف كبار شعراء العربية امثال ابراهيم ناجي وحافظ ابراهيم وخليل مطران ممنبل ان الشاعر طاهر ابو فاشا يراه امتدادا صادقاً معاصرا لشعراء المعلقات، وقال في الاهرام - في الثمانينيات من القرن الماضي - وهو يعلق علي حال القصيدة العمودية: لدي ان احمد مخيمر شاعر يذكرنا بأبي تمام في شعره ويذكرنا بأحمد شوقي في مسرحه، والكلام كثير عن احمد مخيمر من خلال شهادات واقلام فاروق شوشة والعوضي الوكيل وابراهيم المصري وبيومي مدكور وثروت اباظة، الا ان المؤسف هو ان كثيرا من تلاميذه الذين استفادوا من موهبته الطاغية وعلمه وفن جحدوه في حياته الخاصة وهو مرحلة الشيخوخة لم يتذكره الا القليلين وكانت مجلة الثقافة برئاسة تحرير د. عبد العزيز الدسوقي تنشر إبداعاته شهريا مع دراسات عنه بسخاء.. ولولا هذا لطويت صفحته وهو حي في زمن الصراع الحميم والسباق المشبوه. قصيدة »يامالكا قلبي« لحن محمد الموجي التي غناها عبد الحليم حافظ في 5 ابريل ،1973 تلخص هذه المأساة، غناها حليم في حفل الربيع التي غني فيها ايضا »رسالة من تحت الماء« شعر نزار قباني والحان محمد الموجي و»حاول تفتكرني« شعر محمد حمزة وألحالحان بليغ حمدي ، اما قصيدة يا مالكا قلبي فمؤلفها لغز عمره 35 عاما، لأن كاتبها الحقيقي هو الشاعر أحمد مخيمر. وبشهادة اتحاد كتاب مصر ومجمع اللغة العربية في سوريا اوكانت الفنانة نجاح سلام قد غنت مقاطع اخري من نفس القصيدة تحمل المقطع المتكرر »يا مالكا قلبي«.. قبل ان تقع هذه الخلافات، والقصيدة الكاملة نشرت في ديوانه عن هيئة الكتاب عام 1971 الا ان السياسة تدخلت فنسبت خطأ اسم القصيدة للشاعر الكبير عبدالله الفيصل ولم يتم تصحيح الاوضاع الا في عام 1976 حيث كان الملك خالد ملكاً للسعودية، وصدر حكم في عهد السادات بأن القصيدة ملك أحمد مخيمر، الا ان الذاكرة تشتت لأن الفنان الراحل الكبير يذكر علي لسانه قبيل بدء غنائه للقصيدة ان صاحبها الامير عبدالله الفيصل.. برغم ان المحكمة حسمت القضية في مايو 1976 لصالح مخيمر. رحم الله الشاعرين وعبد الحليم والتاريخ