تكشفت معلومات جديدة حول ما كانت تخطط له سيدة القاعدة الأولى هيلة القصير المعروفة حركيا ب(أم الرباب) بتنسيق مباشر مع الرجل الثاني فيما يسمى بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري وزوجته وفاء الشهري (أم هاجر الأزدي). تنظيم نسوي وفي مضمون المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ»، فإن أم الرباب خططت لتأسيس تنظيم نسوي تنخرط فيه ممن حاولت استدراجهن والتغرير بهن للعمل معها في إطار منظومة تتألف عناصرها من النساء، وتتولى جمع التبرعات لتنظيم القاعدة في اليمن، على أن تعمل أم الرباب كزعيمة للمجموعة التي يفترض أن تنشط في مجتمع المرأة واستغلال عاطفتها ودفعها إلى التبرع بالمال والمصاغ، بزعم أنها لمساكين هم في حاجة إلى المساعدة والعون، خصوصا الأرامل والأيتام لمواجهة أعباء الحياة. ونجحت هيلة القصير، قبل اعتقالها، في جمع أموال طائلة كانت جلها من عائد جلب الزكوات والصدقات من نساء تعاطفن معها، ولم يرتبن في سلامة مقصدها، مستغلة بذلك كونها تعمل في المجال الدعوي وثقة النساء بها كداعية، وهن لم يدركن أن أموالهن ومصوغاتهن ستذهب لتنظيم إرهابي مجرم. عواطف النساء كانت أم الرباب تحاول استقطاب واستدراج نسوة من قتلوا أو اعتقلوا في مواجهات مع قوى الأمن أو غيرهن، إذ تتلاعب بعواطفهن وتشحذ هممهن للانخراط في التنظيم، لكنها هل نجحت فيما كانت تعمل لأجله أم لم تنجح، فهذا الأمر ستكشفه مجريات التحقيق مع سيدة القاعدة الأولى، الذي لم ينته بعد، لكن المؤكد أن عزيمة أجهزة الأمن وإصرارها على اجتثاث الإرهاب، حال دون أن تحقق أم الرباب ما كانت تحلم به وتتطلع إليه واقعا معاشا بالقبض عليها في موقع سكني في حي الخبيبية في مدينة بريدة قبل أشهر عدة. نقل الأموال وفي سياق متابعة «عكاظ» لآخر مستجدات ملف سيدة القاعدة، فإن هيلة القصير كانت تقوم بتحويل التبرعات النقدية لما يسمى بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، عبروسطاء تولوا عملية نقل المبالغ والتبرعات العينية من حلي ومجوهرات وتسليمها لسعيد الشهري الرجل الثاني في التنظيم بتسللهم عبر حدود المملكة الجنوبية، وليس باستخدام عمليات التحويل المصرفي عبرالبنوك حتى لا يفتضح أمرها، ومن ثم التحفظ عليها في ظل الإجراءات التي اتخذتها السلطات النقدية في المملكة. وهنا، يحذر المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن العبيكان من مغبة تقديم التبرعات النقدية والعينية أو الزكوات للأفراد؛ لأن في ذلك مدعاة للتلاعب بها، ويجب على المتبرعين أن يقدموا تبرعاتهم وصدقاتهم لمؤسسات معروفة، وعبر حساباتها المصرفية لكي يتثبت الناس أن تلك الأموال تذهب إلى وجهتها الصحيحة. التواصل مع القاعدة وتوفرت للصحيفة معلومات بأن أم الرباب كانت، وقبل توقيفها في منزل أحد المطلوبين في موقع سكني في حي الخبيبية في بريدة في مارس (آذار) الماضي، تتواصل بشكل دائم مع الرجل الثاني في قاعدة اليمن سعيد الشهري وزوجته وفاء الشهري (أم هاجر الأزدي) عبرالاتصال المتنقل باستخدام شرائح جوال مسبقة الدفع، وأنها كانت في كل محادثة تتخلص سريعا من تلك الشرائح لشعورها بأن الجهات الأمنية يمكن أن تصل إليها، فيما لو تكرر الاتصال من شريحة بعينها. مأزق الشهري ولم يكن تنظيم القاعدة في اليمن يعلم بأمر توقيف السلطات لأم الرباب إلا بعد وقت من القبض عليها. وهنا يؤكد خبراء في مكافحة الإرهاب أن الرجل الثاني في التنظيم وقع في مأزق عندما أعلن عن اسمها، وأنها قد اعتقلت في تسجيل صوتي بث على شبكة الإنترنت الخميس الماضي، في الوقت الذي تحفظت فيه وزارة الداخلية على إعلان القبض عليها في بيانها الرسمي الذي نشرته في ال24 من مارس الماضي، غير أن المتحدث الأمني اللواء منصور التركي اكتفى في مؤتمر صحافي عندما سئل في هذا الصدد، إلى الإشارة بالقول: «كان من بين المقبوض عليهم ال113 امرأة»، دون أن يحدد هويتها أو طبيعة دورها في التنظيم الإرهابي حفاظا على خصوصيتها كامرأة، لكن الشهري ذكر اسمها صراحة، وهو ما يعتبره المراقبون إدانة من التنظيم لهيلة القصير وانتمائها له، وأن توقيف السلطات الأمنية لها لم يأت من فراغ. انتهاك الاعراض ورأت مصادر أن الشهري، وقبل أن يورط هيلة القصير ويفضح اسمها ليصبح معروفا في الداخل والخارج منذ الخميس الماضي، احتفظ بابنة زوجته وفاء الشهري من زوج سابق لها، التي تبلغ من العمر تسع سنوات، دون أن تكون له ولاية شرعية عليها، وهو ما دفع والدها أن يقيم دعوى رسمية عليه عبر هيئة التحقيق والادعاء العام التي فتحت ملفا للقضية.