شكت زوجة الرجل الثاني في تنظيم ما يسمى بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن منطلقا لأعماله الإجرامية وفاء الشهري، سوء أوضاعها المعيشية في اليمن وأحوال أبنائها الثلاثة التي وصفتها بأنها صعبة، خاصة أنهم يقيمون في منزل وضعوا فيه كالسجناء في مكان غير معلوم في اليمن على حد تعبيرها. ظروف صعبة وكشفت والدة وفاء (المعروفة لدى القاعديين بلقب أم هاجر الأزدي) في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس، النقاب عن تلقيها مكالمة هاتفية من ابنتها وفاء أواخر شعبان الماضي، صرحت فيها بسوء أحوالها وأبنائها الثلاثة والظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي يواجهونها في اليمن، وأنه لا يسمح لهم بمغادرة المنزل الذي يقطنونه. وبحسب والدة وفاء، استغرقت المكالمة مع (أم هاجر الأزدي) زهاء عشر دقائق لينقطع الاتصال بينهما على نحو مفاجئ، في حين لم تعاود وفاء الاتصال مجددا منذ ذلك الحين. وأفادت والدة وفاء أن الاتصال الأخير من ابنتها كان بهدف الاطمئنان على صحة والدتها والسؤال عن أحوالها. اختفاء وفاء وكانت وفاء الشهري قد اختفت عن منزل أسرتها المقيمة في حي النسيم (شرقي الرياض) يوم الثاني عشر من مارس 2009م، بعدما استغلت غياب والدتها وتذرعت بذهابها لزيارة جدة ابنتها وصايف عبد الرحمن الغامدي، المقيمة في حي الشفاء جنوبيالرياض، لكن وفاء التي اصطحبت أطفالها الثلاثة لم يكن جنوبالرياض وجهتها الحقيقية، بل جنوب المملكة حيث التحقت هناك بزوجها سعيد الشهري، الذي تفيد المصادر بأنه هو الذي جلبها إلى اليمن بمعرفته، في حين يقول والد وفاء محمد الجبيري الشهري «إن سعيد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن اختطف ابنته وفاء من منزل الأسرة في الرياض». وأكدت (أم هاجرالأزدي) لوالدتها خلال الاتصال أن أبناءها الثلاثة يعيشون برفقتها في المكان الذي تقيم فيه، ولدى استفسار والدتها عن مكان الإقامة في اليمن، أجابت وفاء: «نحن في أرض الله» دون أن تحدد المكان. الانتماء للقاعدة وأعلنت وفاء الشهري انتسابها صراحة لتنظيم القاعدة في اليمن عندما كتبت مقالا في مجلة صدى الملاحم (النافذة الإعلامية للتنظيم) وحمل عنوانا: «أحقا أسرت يا أم الرباب» في إشارة إلى اعتقال أجهزة الأمن في المملكة، هيلة القصير المتهمة بتمويل القاعدة ومطالبة النساء السعوديات بالهجرة إلى ما وصفته ببلاد اليمن، وجاءت عملية الاعتقال ضمن حملة طالت 113 من المنتمين للفئة الضالة في مناطق عدة، وذلك بحسب بيان وزارة الداخلية في الرابع والعشرين من مارس الماضي. «عكاظ» سألت والدة وفاء الشهري أيضا عما إذا كانت قد تحدثت الابنة عن مصير زوجها سعيد الشهري، فذكرت أنها لم تتحدث عنه ولم تسألها «لأن مصيره لا يهمني» على حد تعبيرها. ملف استرداد ورفع زوج وفاء الأول سعود القحطاني، وعائلة عبدالرحمن الغامدي زوجها الثاني دعاوى للسلطات المختصة مطالبين باسترداد ابني العائلتين يوسف القحطاني ووصايف الغامدي، في حين تم تنظيم ملف استرداد بحق المتهمين سعيد الشهري ووفاء الشهري التي طالب والدها باستردادها، وأحيل للجهات المختصة التي بعثته للسلطات اليمنية بطلب إعادة المرأة وطفليها إلى المملكة وتسليمهم لذويهم. اتصال عبد الإله إلى ذلك، أفادت والدة وفاء الشهري بتلقيها اتصالا هاتفيا آخر من حفيدها المطلوب في قائمة ال85 عبد الإله مصطفى الشهري ليلة عيد الفطر الماضي، للاطمئنان عليها والسؤال عن أحوالها. ويعتبر عبدالإله أصغر مطلوب أمنيا في القائمة الأخيرة التي أعلنتها وزارة الداخلية يوم الثاني من فبراير 2009م، إذ ولد في الرياض في 2 رجب 1413ه، وتسلل إلى اليمن مع عمه يوسف الشهري الذي قتل في نقطة تفتيش حمراء الدرب على طريق الساحل في منطقة جازان، بينما كان ورفيقه المطلوب في ذات القائمة رائد القحطاني يحاولان عبور النقطة الأمنية، لكنهما قتلا في اشتباك أمني. وكان عبد المجيد فيصل الشهري، ابن عم المطلوب عبدالإله الشهري، قد أبلغ «عكاظ» قبل اختفائه عن أسرته أنه كان يتلقى اتصالات من ابن عمه المطلوب عبد الإله من اليمن بين فترة وأخرى، وأن الأخير أبلغه بأنه يتدرب في معسكر للتنظيم الإرهابي في اليمن، وأنه سيتغلب عليه إذا ما تطارحا.