وصفت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما يجري من تعديات إسرائيلية وممارسات ظالمة وتشريد الآلاف من ممتلكاتهم والاستيلاء على بيوتهم ومزارعهم ومساكنهم واعتداء على المصلين والمتعبدين، بأنه إجرام وظلم وبغي في حق القدس والمسجد الأقصى وأهل فلسطين، مؤكدة أن هذه الأحداث توجب على ولاة أمر المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم. أتى ذلك في بيان صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أمس، حول ما يجري في القدس وبيت المقدس من قتل وحصار وتشريد في ما يلي نصه: «فإن القدس وبيت المقدس، أرض مباركة نص القرآن على مباركتها في أكثر من موضع منها قوله تعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله» الإسراء، وقوله «ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين» الأنبياء، وقوله «ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين» الأنبياء، والمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يارسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول، قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي قال المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما قال: أربعون سنة. الحديث أخرجه البخاري ومسلم. وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال للصلاة فيها، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى» وهو أحد المساجد الثلاثة التي تضاعف فيها الصلاة كما جاء في حديث أبي الدرداء رفعه «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» قال الحافظ في الفتح 3/ 67: قال البزار: إسناده حسن. لذلك، ولما لبيت المقدس والقدس من فضل ولما له من مكانة في الشريعة الإسلامية ومكانة في نفوس المسلمين واستشعارا للمسؤولية. فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة تابعت ولا تزال تتابع بكل ألم ما جرى ويجري من التعديات والممارسات الظالمة التي تزداد يوما بعد يوم، وإخراج أهل الدور من دورهم وتشريد الآلاف من ممتلكاتهم والاستيلاء على بيوتهم ومزارعهم ومساكنهم ليقيم عليها اليهود مغتصباتهم التي يسمونها مستوطنات، وما يقومون به من اعتداء على المصلين والمتعبدين، إقامة الجدار العازل، وتشديد الحصار الاقتصادي، سحب الهويات، والاعتقالات، تدني مستوى الخدمات، إغلاق المؤسسات الخيرية، مضايقة السكان بشتى ألوان المضايقات. ولا شك أن هذا إجرام وظلم وبغي في حق القدس والمسجد الأقصى وأهل فلسطين. وهذه الأحداث الأليمة توجب على ولاة أمر المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم، ونصرتهم، ومساعدتهم، والاجتهاد في منع اليهود من الاستمرار في عدوانهم واعتداءاتهم على المسجد الأقصى، وإنهاء الاحتلال الظالم كل في ميدانه وموقعه قياما بالمسؤولية، وبراءة للذمة. هذا، وإننا نوصي إخواننا المسلمين في فلسطينوالقدس بتقوى الله تعالى والرجوع إليه سبحانه، كما نوصيهم بالوحدة على الحق وترك الفرقة والتنازع لتفويت الفرصة على العدو الذي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداءات والتوهين. نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وأن يعز دينه ويعلي كلمته، وأن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه ويجعل كيدهم في نحورهم، ويكفي المسلمين شرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين». اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ (الرئيس)، صالح بن فوزان الفوزان (عضو)، أحمد بن علي سير المباركي (عضو). عبدالله بن محمد المطلق (عضو)،عبد الله بن محمد بن خنين (عضو)، محمد بن حسن آل الشيخ (عضو).