أوصى استشاريون بضرورة الحرص على التطعيمات الخاصة بأمراض الطفولة التي تعزز الوقاية منها، لافتين إلى أن هذه التطعيمات تلعب دورا مهما في حماية الأطفال من أمراض عديدة منها شلل الأطفال والجدري والكزاز الوليدي والسعال الديكي والدفتيريا والحصبة والدرن والكبد الوبائي وغيرها من أمراض الطفولة. وأكدوا في إطار حملة شلل الأطفال التي تنفذها وزارة الصحة في مختلف المناطق، أن منظومة التطعيمات قطعت شوطا كبيرا في تحصين المواليد ووقايتهم من الأمراض، مشيرين إلى أنه تم اجتثاث 97 في المائة من الفيروسات المستهدفة لأمراض الطفولة في المملكة، فيما عززت الرؤية العالمية للتحصين لعام 2010 زيادة التغطية باللقاحات للأمراض المستهدفة بالتحصين إلى 90 في المائة. البرامج الوقائية ورأى مساعد مدير صحة العاصمة المقدسة للرعاية الصحية والطب الوقائي الدكتور عبدالحفيظ بن معروف تركستاني، أن برنامج التحصين الموسع يعتبر أحد أهم البرامج الصحية الوقائية التي أنشئت في منظمة الصحة العالمية، حيث أنه منذ الانطلاق العالمي لهذا البرنامج عام 1974م والتطوير مستمر فيه بما يتواكب مع التطورات العلمية في مجالات اللقاحات وأدوات التصحين الحديثة، مبينا أن وزارة الصحة تنفذ برنامج التحصين الموسع عبر جميع المؤسسات الطبية في المملكة في القطاعين الحكومي والخاص. وأضاف «ساهمت مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في كل مدن وقرى وهجر المملكة في تطبيق المعايير العلمية والعملية العالمية في تنفيذ برامج التحصين، حيث يبدأ تطعيم الطفل من اليوم الأول للميلاد، ويستمر حتى دخول المدرسة، ويتم خلال هذه الفترة تطعيم الطفل ضد (13) من أمراض الطفولة والأمراض الأخرى المهمة، ومعظم هذه الأمراض ليس لها علاج قاطع، لذلك فإن التطعيم ضد هذه الأمراض يعتبر خط الدفاع الرئيس للوقاية، فقد وصلت نسبة التغطية في جميع مناطق المملكة إلى أكثر من 97 في المائة، مما أدى إلى انخفاض معدل حدوث الأمراض المستهدفة بالتحصين وإلى خلو المملكة من حالات شلل الأطفال لأكثر من (عشر سنوات) وإلى اتخاذ خطوات متقدمة نحو إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والكزاز الوليدي». اللقاحات الوقائية واعتبر استشاري طب الأسرة والمجتمع في صحة جدة الدكتور خالد عبيد باواكد، أن التطعيم يعد من أنجح التدخلات الصحية وأكثرها فعالية، حيث خفض هذا التدخل معدلات المراضة والوفاة في كل أنحاء العالم بطريقة آمنة وعالية، مبينا أن اللقاحات لعبت دورا مهما وملحوظا في وقاية شريحة كبيرة من الناس من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم، فقد سجل إقليم شرق المتوسط من خلال دعم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية نجاحا كبيرا في تقليص معدلات الوفاة والإصابة بالأمراض كاستئصال مرض الجدري، وزيادة معدل التغطية بثلاث جرعات من اللقاح المضاد للديفتريا والكزاز الوليدي (التيتانوس) والدرن من 18 في المائة عام 1980 إلى 87 في المائة عام 2009، وتحقيق هدف خفض وفيات الحصبة بنسبة 90 في المائة قبل ثلاث سنوات من الموعد المخطط له، والحفاظ على 20 بلدا خاليا من شلل الأطفال. وأفاد أن المتابعة الدقيقة لوبائية هذه الأمراض على نطاق المملكة وتحليلها واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة حيالها وفق برنامج مراقبة الأمراض المعدية، أسهم في إضافة عدد من اللقاحات التي من شأنها الوقاية من العديد من الأمراض مثل لقاح المستديمة النزلية، ولقاح الالتهاب الكبدي (أ)، ولقاح الجديري المائي، وأخيرا لقاح البكتيريا العقدية الرئوية. الرؤية العالمية وفي السياق نفسه، اعتبر اختصاصي الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف، أن الانتشار الواسع للمراكز الصحية الأولية ساعد في سهولة وصول كافة أفراد المجتمع إلى الخدمات الصحية المتوافرة خصوصا التطعيمات، موضحا أن النجاح الذي حققته برامج التحصين الموسع في المملكة من خلال منظومة متكاملة ومجتمع واع عزز نسبة التغطية لكل اللقاحات الأساسية إلى أكثر من 97 في المائة، ولاسيما أن الرؤية العالمية للتحصين للعام 2010 هي زيادة التغطية باللقاحات للأمراض المستهدفة بالتحصين إلى 90 في المائة على الأقل على مستوى الدول و80 في المائة على الأقل على مستوى كل منطقة وخفض معدلات وفيات الحصبة عالميا، وإزالة مرض «الحصبة» في بعض الأقاليم وذلك في إطار الاستراتيجية الإقليمية المتمثلة في التزام الدول بتقوية برنامج التحصين وخدماته واستخدام التوعية والتواصل.