العديد من خلطات تفتيح البشرة وتبييض المناطق الداكنة في جسم المرأة انتشرت في الآونة الأخيرة، وشركات تنتسب إلى عالم الجمال تعد النساء بإبراز الأجمل أصبحت تروج لمستحضراتها بشتى سبل الإغراء، ما يطرح عدة تساؤلات عما إذا كانت تلك الشركات تندرج ضمن قائمة الشركات التي تلتزم بتطبيق أدقّ الاشتراطات الصحية عند بيع مستحضراتها التجميلية.. هذا التحقيق يكشف عن شركات تجميلية تبيع منتجاتها بأسعار زهيدة من خلال عبارات يطلقها العديد من الباعة للترويج لبضائعهم، فتارة ينادون : «على ريالين»، وتارة: «على عشرة» وغيرها من عبارات اصطياد واجتذاب الزبائن، فيما أقبلت كثيرات على شرائها غير مباليات بآثارها الجانبية الخطيرة. «عكاظ» رصدت من خلال هذا التحقيق محلات بيع المستحضرات التجميلية. في البداية، أكدت ليلى يحيى، التي تستعد حاليا للزواج والتي التقيناها في أحد هذه المحال، فيما كان أحد الباعة يحاول إقناعها بشراء إحدى الخلطات لمفعولها السحري على البشرة، أكدت أنها جاءت فقط من أجل إرضاء صديقتها أم حسين لأنها سمعت كثيرا عن أضرار مستحضرات التجميل التي تباع دون معرفة مصدرها، وأنها وراء العديد من الأمراض والمشاكل الجلدية؛ نظرا لأن هذه المستحضرات لم تعد أصلا من قبل متخصصين في البشرة أو أطباء الجلدية المعروفين. حساسية في البشرة ومن جانبها، أكدت لمياء عبدالله (طالبة جامعية) أنها كانت تستخدم أدوات تجميلية مقلدة تسببت لها في ظهور بثور وحساسية في بشرتها، وظلت تتعالج منها لفترات طويلة. ولفتت سارة محمد (إحدى الزبونات) إلى أن الكثيرات يقبلن على شراء المستحضرات المقلدة، بفعل الرغبة في شراء كميات أكثر في وقت واحد، أو جهلا منهن بمخاطرها. مقاضاة الشركات إلا أن هناء فؤاد على النقيض من الزبونتين السابقتين غالبا ما تنتقي أدواتها التجميلية من الماركات المعروفة، وتبرر ذلك بقولها إن الشركات العالمية المعروفة تنتقي أفضل العناصر في تحضير منتجاتها، وبالإمكان مقاضاتها في حال تعرض الواحدة منا لا قدر الله لأية مشكلة مرضية. رخص الأسعار ومن جهته، أوضح البائع بكر اليماني أن غالبية هذه المستحضرات ليست أصلية كما يعتقد البعض، وأن الإقبال عليها بدأ في التزايد، وخصوصا في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك لرخص أسعارها، فهي تبدأ من ريالين وتصل حتى 25 ريالا للمنتج الواحد. التخلص من المنتهي وتأكيدا على ذلك، يكشف عبدالله (أحد الباعة، من الجنسية الباكستانية) عن أنه عند انتهاء صلاحية بعض المستحضرات أو انبعاث رائحة منها، فإن التاجر يتخلص منها عن طريق بيعها بأسعار أرخص في السوق السوداء، أو يروج لها باعة جائلون في المواسم. ضعف الرقابة ويرجِع عبدالعزيز (مسؤول المبيعات في إحدى شركات التجميل المعروفة) انتشار مستحضرات التجميل الرديئة والضارة بالصحة في المولات التجارية إلى ضعف الرقابة، وعدم الوعي بمضارها، وتدني ثقافة بعض مرتادي الأسواق الشعبية الباحثين عن رخص المنتج. اختبار الجلد وإلى ذلك، أوضح استشاري أمراض جلدية الدكتور سليمان الغلاييني أن أغلب المستحضرات التجميلية المقلدة يتم تحضيرها بطريقة عشوائية، في شركات ليست طبية وتستخدم مواد غير معروفة لدى المستهلك أو الطبيب أو هي غير مسجلة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الحالات المرضية التي تم رصدها نتيجة استخدامها مواد غير معروفة أدت إلى تساقط شعر الرأس وحروق وتهيج في البشرة، لافتا إلى أن أقوى المشاكل التي يعاني منها المستهلك عادة هي عدم تواجد تاريخ انتهاء الصلاحية على العديد من المستحضرات التجميلية، وشدد الدكتور الغلاييني على ضرورة عمل اختبار بسيط للتأكد من سلامة المنتج على البشرة عن طريق دهن كمية صغيرة منه على الرقبة والمكوث لساعة أو ساعتين، وفي حالة ظهور حكة أو احمرار فينبغي الابتعاد عن المنتج.