كثيرة هي الفرق الشعبية الغنائية هذه الأيام، ما أن تقرأ ملحقا إعلانيا حتى تظهر أمامك إعلانات لهذه الفرقة أو تلك واستعدادها لإحياء المناسبات وتقديم الألوان الشعبية المتنوعة والرقصات المختلفة والمجسات وغيرها، إلا أن الكثير أصيب بخيبة أمل حين استعان بفرقة شعبية ليس لها حضور أو انتشار ودراية بالعمل الشعبي الفني وأسسه. أمام مثل هذا الفرق الشعبية التي لاتخدم الحركة الشعبية، سألنا عددا من رؤساء الفرق الشعبية حول المعايير التي تنشأ من خلالها هذه الفرقة الشعبية، وهل أصبح من السهولة بمكان إنشاء فرقة شعبية. بداية يقول الفنان الشعبي محمد سليم سلامة عضو الفنون الشعبية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، إنه يفترض أن تكون انطلاقة الفرق والتصريح لها عبر جمعية الثقافة والفنون، إلا أننا نلاحظ أن هناك بعض الشباب استسهلوا عملية تقديم فرقة شعبية للساحة وقدموا أنفسهم ذاتيا، إلا أن هؤلاء ليسوا ملمين بالفنون الشعبية وألوانها وإيقاعاتها، فقط اجتهاد وإحساس بالفن، وهذا ليس كافيا، وكان على هذه الفئة أن تلحتق بإحدى الفرق الشعبية المعروفة فتكسب الخبرة أولا، ثم تقدم نفسها بعد أن تجد أنها أمتلكت المقومات وتأسست فنيا قبل كل شيء. ويضيف محمد سليم بقوله: الهدف الواضح من وراء هذه الكم من الفرق التي قدمت نفسها بفرق شعبية، هو الركض وراء الحفلات الخاصة والأفراح والكسب المادي، ولكننا لانجدها حتما في المناسبات الرسمية. من جانبه، يشير عمر العطاس رئيس فرقة أبوسراج إلى ظهور مثل هذه النماذج من الفرق الشبابية التي تتأخذ من الإعلان للكسب المادي عبر تأسيس فرقة شعبية. مضيفا أن المعايير الحقيقية التي يجب توافرها للفرقة هي معرفة بالتراث في المنطقة والتدريب المستمر وتأسيس موقع لها والمشاركة في المناسبات المتنوعة الرسمية وغيرها، ومثل هذه الأمور لاتأتي في يوم وليلة وإنما تتطلب جهدا وعملا كثيفا لكي تكون المحصلة النهائية تقديم الألوان الشعبية بشكلها الصحيح، ونوه أبو سراج على أنه متعارف أن يتم تأسيس الفرقة الشعبية عبر جمعية الثقافة والفنون، إلا أن هؤلاء لايلتفتون لمثل هذه الأمور، ومن المؤسف أنه كل من غنى أغنية شعبية اعتقد في دواخله أنه يمتلك القدرة على تأسيس فرقة. رئيس لجنة الفنون الشعبية في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة محمد رجب، قال: ترحب الجمعية بكل شخص أو مجموعة ترغب في تأسيس فرقة للفنون الشعبية وتمنحهم الفرص للمشاركة في الفعاليات الداخلية والخارجية، من خلال الفرقة الشعبية في الجمعية، لكن الركض دون أي معرفة بالتراث وألوانه أمر لا يبشر، ووجودها دون ترخيص هي فرق هاوية لا تتبع الجمعية. ويضيف رئيس فرقة الصفوة في جدة عاصم عبد الستار قائلا: تأسيس الفرق الشعبية يحتاج أن يكون أعضاؤها على معرفة باللون الشعبي المتوارث في المملكة وكيفية تقديمه ومناطقه والأزياء التي تستخدم في كل لون، ورغم أننا نشجع ظهور المزيد من هذه الفرق، لكننا نأسف على عشوائية الموجودة التي تتطلب سن ضوابط وقوانين تختص بالفرق الشعبية.