طفلي عمره ستة أعوام، ليس لديه أية مشاكل إلا مشكلة واحدة، عندما أذهب به لزواج ثم أعود إلى المنزل أتفاجأ بتصرفاته، حيث يبدأ بتقليد كل من رآه، فيلبس ملابسي ويأخذ شالي ويقلد العروس في الزفة، حتى الألعاب، لا يحب إلا ألعاب البنات مثل العرائس أو أي شيء يخص البنات، ويحب لبس الكعب العالي، في البداية لم أكن أهتم لأنني كنت أقول هذا طفل، لكن المصيبة سمعت من بعض القنوات أن أسباب ظهور التصرفات غير الذكورية تكمن في الطفولة. من يومها صرت أخاف على ابني، خاصة أنه كان قبل ذلك طبيعيا ويقلد والده في كل شيء، ولكن منذ أن أصبح يلازمني في الذهاب إلى الأفراح بدأ يتغير ويقلدهن حتى في الكلام، وحتى أبعده عن تلك التصرفات أصبحت أحكي له قصصا خرافية، أقص عليه عن طفل كان يقلد البنات ويلبس ملابسهن رأى عند مماته الجنة والألعاب فيها لكنه حرم منها بسبب تقليده للبنات ولبسه لملابسهن,، ومن يومها توقف وأصبح يخاف من كل شيء، لكن المشكلة لا أعرف هل ما فعلته صحيح أم خاطئ، وأخشى أن يؤثر الخوف عليه في المستقبل خاصة في اهتمامه بالأمور الدينية، ولا أخفيكم أصبحت حائرة لا أعرف الصواب من الخطأ، خصوصا وأنا أرى أخته التي تكبره بثلاث سنوات تغار منه بشدة، وكيف أصنع منه رجلا، وأجعل الولد والبنت يحبان بعضهما البعض دون أن يغار كل واحد من الآخر. أرجوك أريد الحل بأسرع وقت. أم سعد جدة من صنع المشكلة والسلوك هو أنت، لأنك كنت بلاشك ترين أمرا طريفا وربما كنت تضحكين حين كان يلبس ملابس النساء ويقلدهن، وحين سمعت عن التصرفات غير الذكورية تنبهت وقمت بحل المشكلة بطريقة يؤسفني أن أقول لك إنها لم تكن صحيحة أبدا، على أية حال أنا أعرف أنك لست بحاجة لمزيد من الشعور بالذنب، والتيه بين الصواب والخطأ وأعلم أنك بحاجة ماسة لمعرفة الصواب، حل مشكلتك يا ابنتي يكمن في وضع ولدك في أجواء يتعلم منها ما نسميه بالإصطلاح العلمي التنميط الجنسي، بمعنى أن يكون في مناخ يساعده على تعلم كل أنواع السلوك الذي يجعله ذكرا، لذا من الحكمة أن يذهب مع أبيه لوحدهما لناد رياضي يتعلم فيه الكاراتيه مثلا، ويذهب معه إلى مسبح لتعلم السباحة، وأن يشاركه مجالس الرجال من الأقارب والأصدقاء، وأن تتوقفي أنت ووالده وجميع أقاربه عن الضحك كلما قام بسلوك أنثوي، وأن يشجع على كل سلوك ذكوري، أما عن غيرة أخته منه فأمر طبيعي ولعلاج هذه الغيرة فأنت ووالدهما تحتاجان لزيارة استشاري نفسي وأسري يساعدكما بوضع برنامج لتقليلها وتوظيفها بصورة سليمة.
